وقع عبد الجبار السحيمي، مبكرا، في حب “صاحبة الجلالة”. وسرعان ما استطاع أن يصنع اسمه، ليس في رحاب الصحافة فقط، بل حتى في المشهد الثقافي المغربي.
أى عبد الجبار السحيمي، في أحد أيام شهر مارس من عام 1939، النور داخل بيت من بيوت المدينة القديمة في الرباط. كانت أصول والده تعود إلى جمعة سحيم بنواحي أسفي، فيما كانت والدته من أصول أندلسية ترتبط بعلاقات مع آل اكَديرة، الذين أنجبوا واحدا من أقوى رجالات الملك الراحل الحسن الثاني. كان السحيمي الأب يمتهن بيع “الكرعين” متجولا بين أزقة لگزا والملاح، بحثا عن مشترين محتملين من بين البؤساء الذين كانوا يجاورونه في المدينة القديمة، وكان يعود إلى البيت في المساء وهو يحمل قفة، بالكاد تكفي إشباع نفوس العائلة الصغيرة على مائدة العشاء.
القلم سلاحا
كان عبد الجبار الذكر الثالث، ضمن سبعة من الذرية، وسرعان ما وجد نفسه وهو دون سنه الرابعة مقتادا إلى مسيد الفقيه المحجوب لمدور لحفظ القرآن الكريم وتعلم أبجديات اللغة العربية.
لم يستوعب عبد الجبار، في البداية ككل الأطفال، أن يترك صدر الأم في البيت الصغير، ويؤخذ قسرا إلى مكان لا يعرفه، غير أنه لم يتأخر في أن ينسجم داخل مسيد كان يعج بأقرانه أو أكبر منه، يشتركون وإياه في الانتماء إلى دائرة البؤس، في الوقت الذي بدأ الأعيان والأغنياء مغادرة أسوار المدينة القديمة، والعيش على النمط الأوربي.
عمر جاري
تتمة الملف تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»