خرج الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي، في الآونة الأخيرة، بتصريحات جريئة وغريبة، تلقاها المغاربة بين منتقد ومتسائل ومتقبل. كان الرجل، دائما، مثار تساؤلات وسط زملائه والنقاد حول طبيعة اختياراته الفنية. لكن لا يمكن إنكار أن الزروالي أسس لنفسه شكلا فنيا خاصا به على الخشبة، وأيضا على مسرح حياته. كما عاش ويعيش يومياته وفق أسلوب صاغه على مقاسه الشخصي. هنا، يعود رائد المسرح الفردي، مغربيا وعربيا، إلى سفره من الرباط إلى طرابلس الليبية على متن ”كاترينا.”
كيف قررت، في نهاية عام ،1989 أن تسافر إلى العاصمة الليبية طرابلس عبر سيارة ”رونو ”4 ؟
هل تعتقد أن المسألة تتعلق بشخص كان جالسا ساهيا لا يفكر في شيء، ثم قرر، بسرعة، الإقدام على خطوة الأمر لا يتعلق بقرار يا سيدي…
هل هو اختيار؟
لم أختر أيضا. هناك شيء أكبر مني أملى علي فكرة السفر إلى طرابلس. كنت جالسا في مقهى “باليما“ المقابلة لمجلس النواب، وقد أنهيت كل التزاماتي المهنية في الجريدة والإذاعة والتلفزة. قلت حينها: ماذا يمكنني أن أفعل في “باليما“ والرباط؟ كنت وقتئذ، قد توصلت بدعوة للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج الدولي للمسرح في تونس الذي كان سينعقد في غضون أيام. فقلت لنفسي، لِم لا أذهب في سيارتي “كاترينا“، كما كنت أسميها، إلى تونس، ومنها إلى ليبيا…
لماذا اخترت ليبيا بالضبط؟
كانت الجماهيرية قد بدأت تتعرض لعقوبات غربية على خلفية اتهامها بتفجير طائرة ركاب أمريكية في اسكتلندا .ولأنني وفي لانتمائي للقومية وإيماني بالهوية وبتاريخنا المشترك، وأيضا لانتمائي لخارطة جغرافية هذه المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج، قلت لِم لا أقدم على هذه المغامرة، أي الذهاب بسيارتي الصغيرة، محملا إياها بديكور المسرحية، بدلا من الذهاب بالطائرة، والبحث عن ديكور مناسب هناك…
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 124 من مجلتكم «زمان»