انخرط عبد الرحيم مهتاد في الشبيبة الإسلامية بالمغرب دون أن يعي ذلك، على حد قوله، قبل أن يصبح فاعلا فيها، في اتصال دائم مع عبد الكريم مطيع بحثا عن المال والسلاح. في هذا الحوار يتحدث مهتاد عن اللقاءات الأولى في المساجد، وعن المستقطبين المعلمين، الذين كان يسميهم مطيع “الحاضنة” داخل المدارس. وأيضا عن معسكرات التدريب العسكرية في فرنسا وليبيا والجزائر ومخيمات لحمادة، وعن أموال معمر القذافي والمخابرات الجزائرية وجبهة البوليساريو، التي وعدها مطيع بـ«خلق روابط اتصال بين مسؤولي البوليزاريو في المخيمات وبين العيون والداخلة وبوجدور».
فيما يلي نص الحوار:
كيف ومتى انخرطت في الشبيبة الإسلامية؟
يجب أن أشير، أولا، إلى أني كبرت وترعرعت في وسط شعبي بحي درب الكبير بدرب السلطان في الدار البيضاء، ولزمت المساجد مند الصغر.
وابتداء من 1974، أصحبت أدور في فلك حركة الشبيبة الإسلامية دون العلم بذلك. إذ كنت أشارك في اللقاءات والدروس الدينية سواء المساجد أو البيوت، وأيضا في المخيمات الصيفية رفقة مجموعة من الشباب خلال العطل المدرسية والتي تميزت باعتماد القران الكريم والسنة النبوية وكذلك المطالعة وقراءة كتب السيد قطب، خاصة “في ظلال القران” و”معالم في الطريق”.
كيف كانت تتم عملية الاستقطاب، ومن كان المستقطِبون؟
كانت عملية الاستقطاب تتم داخل المدارس، لكن دون أن نعرف أننا نلتحق بتنظيم محكم. وكان المستقطِبون هم المعلمين، الذي كان يسميهم عبد الكريم مطيع “الحاضنة”، وكانوا يشرفون على الجلسات التنظيمية وجمع كلمة الشباب والاستمرار في الاستقطاب وتوجيههم العقائدي.
أين كنتم تجتمعون؟
كنا نجتمع، في البداية، داخل المساجد التي لم تكن تغلق طيلة اليوم إلا بعد صلاة العشاء. كنا مجموعة من شباب الحي نجتمع فيها كما كنا نقوم بكل ما يلزم من تطهير ونظافة. وقد توطدت علاقتي بأبناء الحي الذين وجدت نفسي أتقاسم معهم السن والدراسة والمسجد. وقد شاركنا جميعا في مخيمات صيفية بشاطئي سيدي رحال وبن عبيد، وذلك بما كنا نوفره من أموال. وكانت هذه المخيمات ذات نموذج تربوي محدد. وفي وقت لاحق، وأثناء دراستي الثانوية، أصبحنا نتردد كل أسبوع على منزل كان معدا للجلسات، وكان يشرف عليه كل من أبو النعيم عبد الحميد وعبد اللطيف بكار وبن حجار، وأحيانا يحضر الشيخان إبراهيم كمال وعبد الكريم مطيع.
حاوره عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 82 من مجلتكم «زمان»