أفرز المسار اليساري في المغرب تيارات متعددة، خرجت بعضها من صلب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأخرى من اليسار الجديد. وشكّل كل واحد منهم تيارات وأحزابا فاعلة في المشهد السياسي بالمغرب. لكن أحد اليساريين وهو محمد مجاهد، خرج من عباءة الطلبة القاعديين، واختار لنفسه، ومن معه، ألا ينتموا إلى التيارات اليسارية “التقليدية”، وارتأوا خلق دينامية يسارية جديدة تروم توحيد كل الديمقراطيين اليساريين. في هذا الحوار مع مجلة “زمان”، يعود مجاهد إلى تاريخه بين صفوف القاعديين وصراعهم مع السلطة، وإلى كواليس تأسيس تلك التيارات اليسارية الجديدة، منذ تسعينات القرن الماضي. كما يعرج على محاولات الدولة لاستدراجهم في بداية الألفية الجديدة، فضلا عن كواليس أخرى. وبحكم عمله كطبيب نساء، كان لابد من معرفة رأيه المهني والسياسي، في قضية الإجهاض والجدل القائم حوله بالمغرب.
في البداية حدثنا عن نشأتك ؟
من مواليد 1961 بدوار القلايع بنواحي تاونات. عندما أنهيت المرحلة الابتدائية، في عمر الحادية عشر، لم يكن باستطاعتي الانتقال والسكن في قرية “با محمد” التي تبعد عن قريتنا حوالي 60 كيلومتر. فاضطر والدي أن يبعثني إلى أقربائنا في تطوان من أجل إتمام دراستي. درست هناك سنتين ثم انتقلت إلى مكناس لإتمام دراستي الثانوية إلى أن حصلت على شهادة الباكلوريا سنة 1979.
وأنت تلميذ في فترة السبعينات، كيف عشت الأوضاع السياسية وما كان يحفل به المغرب؟
من حسن حظي أني تربيت وسط عائلة مقاومة. فجدي كان مقاوما شارك إلى جانب محمد بن عبد الكريم الخطابي في حروبه، واعتقل مرتين في زمن محمد الخامس قبل الاستقلال. وكان منزله يستقبل خلايا المقاومين من جيش التحرير. كما كان والدي يملك حانوتا للبقالة يجتمع عنده بعض الناشطين السياسيين في فترة السبعينات، وكنت أحضر أحيانا لنقاشاتهم، وأتابع ما يتداولونه من أحاديث حول ما يجري في الشأن الوطني والعالمي. والدي كان اشتراكيا في توجهه وفي نفس الوقت مطلعا على أمور الدين ويحفظ نصف القرآن.
حاوره غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 82 من مجلتكم «زمان»