عرف عبد العزيز الفشتالي كمؤرخ للدولة السعدية، وكأحد أبرز وزراء السلطان السعدي أحمد المنصور وكاتب رسائله السياسية الموجهة إلى الخارج. ما قصة هذا الرجل؟
لا يمكن التطرق إلى عهد أحمد المنصور الذهبي، السلطان الأشهر في تاريخ الدولة السعدية، دون الحديث عن أحد أبرز وزرائه ورجال ثقاته على الإطلاق، فهو من قال عنه عبارته الشهيرة: «إن الفشتالي نفتخر به على ملوك الأرض ونباري لسان الدين بن الخطيب».
يتعلق الأمر بعبد العزيز الفشتالي مدير حملة “البروبغندا” الرسمية للدولة السعدية من خلال كتابه الشهير والمرجعي “مناهل الصفا في مآثر الشرفا”، فهو مؤرخ الدولة السعدية وكاتبها الأول والمسؤول المكلف بخط رسائل المنصور الذهبي الموجهة إلى الخارج. بالإضافة إلى ذلك، هو شاعر وأديب فصيح ومرجع رئيسي للتاريخ المغربي، فعنه نقل مؤرخون عديدون: الأفراني في “نزهة الحادي”، الزياني في “الترجمان المعرب”، أكنسوس في “الجيش العرمرم” والناصري في “الاستقصا”.
البداية كاتبا لولي العهد
اختلف في تاريخ ولادة عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم الصنهاجي الفشتالي المكنى بـ”أبي فارس”، فأحمد ابن القاضي جعلها سنة 952هـ، بينما أخر المقري ولادته إلى سنة 956هـ. وبحسب روايات تاريخية متطابقة، فقد نشأ عبد العزيز في قبيلة فشتالة في الشمال الغربي لمدينة فاس التي درس بها، وتلقى تعليمه على يد أسماء مرموقة مثل الإمام العالم أبي العباس أحمد بن علي المنجور والقاضي أبي مالك عبد الواحد الحميدي والفقيه النحوي أبي العباس أحمد الزموري، كما أخذ عن علماء مراكش كالشيخ عبد الواحد الشريف وغيره.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»