لم تنكشف بعد كل أسرار الترتيبات التي أطرت المحاولات الانقلابية الفاشلة مطلع السبعينات، ولعل أكثر الجوانب غموضا تلك التي تتعلق بحقيقة وطبيعة العلاقات بين زعماء المعارضة المدنيين وبعض الانقلابيين.
شارك بعض كبار جنرالات الحسن الثاني، من خلال مهامهم الأمنية، في مواجهة المعارضة خلال لحظات التوتر العنيف طيلة عقد الستينات. لعل تورط الجنرلات محمد أوفقير وأحمد الدليمي، وربما الكولونيل الشلوطي، في عملية اختطاف المهدي بن بركة، من أبرز الأمثلة على ذلك. لقد كان المشهد، من هذه الزاوية، واضحا تماما: كبار الضباط، باعتبار مسؤولياتهم الأمنية، يشكلون ركيزة أساسية من ركائز حماية النظام، في ذلك السياق الذي كانت فيه المعارضة السياسية مرفوضة. خلف الستائر، يبدو المشهد أكثر التباسا، فبالاستناد على عدد من الروايات، يظهر أن جسور التواصل قد امتدت فعلا بين ضباط سامين وقياديين بارزين في المعارضة، خاصة منهم أولئك الذين مثلوا الخط الجذري في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. لا تخلو هذه الروايات من تضارب قد يزيد المشهد غموضا، وهو ما يبدو طبيعيا بالنظر لدقة المرحلة ورهانات الذاكرة السياسية بصددها، على أوضاع الحاضر. لا أدل على ذلك من التداعيات التي أعقبت كشف رسالة محمد الفقيه البصري، الشهيرة، بما تضمنته من إحالات على الأحداث المرتبطة بالتعاون بين اليسار والجيش ضد الملك الحسن الثاني.
يونس مسعودي
تتمة الملف تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»