“إنه أفضل كاتب بالفرنسية عرفه المغرب على الإطلاق”، على حد وصف إدموند عمران المالح لمحمد لفتح. “زمان” تعود، هنا، إلى تقليب صفحات حياة فريدة عاشها الروائي “الخجول”.
ما يزال محمد لفتح لغزا محيرا، حتى بعد مرور عقد من الزمن على رحيله المباغت والسريع، إذ لم يعرفه الوسط الأدبي المغربي إلا بشكل متأخر. فيما يجمع الذين عرفوه، عن قرب، على وصفه أنه صوفي، ناسك زاهد في الشهرة، خجول حد الإفراط في التقليل من نفسه، رافض للمواضعات الاجتماعية المبنية على النفاق والتصنع. هكذا، عاش الكاتب محمد لفتح حياته على هامش السائد والمهيمن مجتمعيا، نافرا من الانتماء إلى الوسط الأدبي النخبوي، وآخذا المسافة الكافية عن كل ما قد يشغله عن شخصياته المهمشة وعن عزلته وعوالم ليله الطويل في الحانات الحقيرة بـ”كازا بلانكا”، إلى جانب أولئك الغرباء الذين لا يعرفونه ولا يعرفهم، ولكنه يشعر بالانتماء إليهم، هناك حيث كان يشرب حتى الثمالة وحيدا، كما اعترف بنفسه. من دراسة الهندسة في باريس إلى التخصص في المعلوميات ثم الانتماء إلى الصحافة، كان محمد لفتح يتنقل بين تخصصات لم تكن تعني له شيئا كثيرا، كان يصفق الباب، ثم يغادر في أحيان كثيرة، لأنه لم يكن من النوع الذي يستطيع التطبيع لوقت طويل مع أمكنة لا يشعر بها. فالكتابة كانت الشيء الوحيد الذي كان يجيد فعله، كما كان يبوح لقلة من المقربين منه، وهو المقل المضرب عن الحياة الاجتماعية.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»