ترتبط قصة علال بن عبد الله، وجدانيا، بالمغاربة الذين عاشوا مخاض الاستقلال، ونفي السلطان محمد بن يوسف، فما قصة هذا الفدائي الذي استشهد محاولا قتل محمد بن عرفة؟
هو بطل، وبطل حقيقي، فعل ما رآه صوابا دون تردد، ومحاولته قتل بن عرفة احتجاجا على رفض الشعب المغربي نفي محمد الخامس، خير دليل على أن المبادئ الحقيقية تترجم بالمواقف. قال في حقه عبد السلام البقالي: «قصة علال بن عبد لله ليست قصة مواطن مغربي عادي عاش لنفسه ومات عند انتهاء أجله، بل هي قصة مواطن استثنائي عاش لوطنه وقومه، واستشهد من أجل وطنه وقومه (…) تلك اللحظة العظيمة التي خلدها استشهاده من أجلنا جميعا، وجعل منها لحظة مضيئة في تاريخ بلادنا، وأطلق شرارة الفداء الأولى، ودشن بداية نهاية الاستعمار». أما المؤرخ عبدا لله الجيراري فقد قال عنه: «إن علال بن عبد لله يعد البطل العظيم في فتح باب المقاومة على مصراعيه (…)، يميل في حياته إلى البساطة التي استطاع بها أن يكشف القناع عن الحيرة التي أذهلت العموم (…) موقظا الشعور، موجها أبناء الشعب إلى الدواء الناجع، دواء التضحية والفداء، وسرعان ما استيقظ المغرب من سباته متشبثا بتعاليم هذا الدرس».
ازداد علال بن عبدا لله الملقب بـ“الزروالي“ سنة 1916 بقرية أولاد صالح بقبيلة هوارة دائرة جرسيف، من أب يدعى عبد الله بن البشير وأم تدعى خيرة بنت محمد. ترعرع الطفل في قريته، في جو بدوي بامتياز، قبل أن ينتقل إلى مدينة جرسيف، أين تعلم حرفة الصباغة، وهي الحرفة التي ظل يمارسها أينما حل وارتحل.
تتمة المقال تجدونها في العدد 109 من مجلتكم «زمان»