لم يُكتب لأهل الريف أن يؤسسوا دولة من ”الدول البربرية“ الكبرى التي تولت حكم المغرب على غرار المرابطين والـموحدين والمرينيين. لكن الشرفاء العلويين سمحوا لهم ابتداء من القرن الـ17 بتأسيس ما يقوم مقام ذلك.
أسند العلويون لأهل الريف حكم شمال المغرب من طنجة إلى الحدود الجزائرية. حكم مارسته قبائل ريفية جيلا بعد جيل إلى بداية القرن الماضي.
بداية التحالف بين العلويين والريفيين
بدأ التحالف بين العلويين وقبائل الريف مع بداية الدولة العلوية نفسها، عند منتصف القرن السابع عشر، حينما عزم شرفاء تافيلالت على اقتحام باب السلطة الوطنية. كان بوسع العلويين أن يسلكوا الطريق المباشر الذي سيوصلهم إلى فاس، معقل السلطة وعنوان المشروعية السياسية. كان بوسعهم أن يسلكوا الطريق الطبيعي الذي يصل تافيلالت بفاس، أي عبر ما سيعرف لاحقا بـ”طريق السلطان” الذي يخترق الأطلس المتوسط في مناطقه الأقل ارتفاعا. وهو الطريق الطبيعي الذي اختاره الفرنسيون كذلك فيما بعد لتشكيل إقليم مكناس الممتد من السايس إلى وادي زيز. إلا أن ذلك الطريق لم يكن سهلا آنذاك. وقد حاول الأمراء العلويون اختراقه عدة مرات للوصول إلى “الغرب”، إلا أن محاولاتهم كانت تتكسر كل مرة على صخرة القوة الدلائية التي كانت جاثمة على وسط المغرب من تافيلالت إلى المحيط الأطلسي، ومن تطوان إلى نهر أم الربيع. قوة مانعة لأي تمدد علوي باتجاه “المغرب النافع”، أي السهول الأطلسية. هذا الأمر فرض على العلويين الأوائل أن يلتفوا حول الأطلس المتوسط، معقل الدلائيين، وأن يسلكوا طريق الشرق، أي نواحي وجدة والريف الشرقي.
تتمة الملف تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019