عندما وضعت القوى الأجنبية أعينها طمعا في المغرب في القرن التاسع عشر، طلب السلطان محمد بن عبد الرحمن في سنة 1871 من الحكومة الأمريكية الاحتماء بها. خلال تلك الفترة، كانت هذه الاخيرة، ومنذ استقلال بلادها سنة 1766، تسعى للحصول على موقع شمال غرب إفريقيا وخاصة عند المدخل الغربي للبحر الأبيض المتوسط. ذلك أن خصم الولايات المتحدة في تلك الفترة، هو بريطانيا العظمى، وهذه الأخيرة كانت تتمتع بموقع عسكري وتجاري قوي في المنطقة من خلال سيطرتها على الضفة الشمالية للمتوسط انطلاقا من جبل طارق.
لكن كان جوابها مخيبا للآمال السلطانية، إذ تلقى القنصل الأمريكي بطنجة جوابا على طلب السلطان من الحكومة الأمريكية، تقول فيه: “توصلت عبر المراسلة المؤرخة في يونيو 1871 بملخص المقابلة التي جمعتك بإمبراطور المغرب (أي السلطان محمد الرابع) راسا لرأس. أكدت أنه يرغب في ان تقيم الولايات المتحدة حماية في المغرب، في حالة ما إذا تمادت القوى الأجنبية في اقتطاع أجزاء من ترابه. جوابا عن ذلك، اخبرك بما يلي: إن حكومتنا ستكون متأسفة إزاء أي محاولة لاجتزاء الإمبراطورية المغربية، وستبذل مساعي حميدة لتجنب ذلك، لكننا نرفض أي عرض من جلالة السلطان لإقامة حماية أمريكية في بلاد”.
أي نتيجة
View All Result