وجد السلطان مولاي سليمان نفسه أمام فرصة لاستعادة سبتة ومليلية بدعم فرنسي. في إطار الصراعات الكولونيالية بين تلك القوى حاول نابوليون الأول، امبراطور فرنسا في تلك الفترة، استمالة المغرب لصالحه، وتقويض علاقاته التجارية المتميزة مع بريطانيا. كان العرض الفرنسي يقتضي دعم المغرب في استعادة الثغرين المحتلين منذ بضعة قرون من طرف الاسبان، خاصة وأن اسبانيا نفسها باتت خاضعة لنفوذ الامبراطورية الفرنسية. مقابل ذلك، كان الفرنسيون يطمحون لتقوية نفوذهم في البحر الأبيض المتوسط، حيث كانت السفن العسكرية والتجارية البريطانية سيدة الموقف. لكن مولاي سليمان فضل الاحتراز من هذا العرض حفظا لتوازن علاقات المغرب مع القوى الأوربية نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. وقد استمر المغرب في محاولاته الحفاظ على توازن علاقاته مع القوى الأوربية المسيطرة، واستغلال تناقضات المصالح بينها، إلى أن تمكنت فرنسا من إبعاد منافسيها خاصة الألمان، لتسيطر على المغرب ابتداء من مطلع القرن العشرين.
أي نتيجة
View All Result