السجود، تقبيل الأقدام أو اليدين، خلع الأحذية أمام سلطان أو توسل المغفرة… كلها تعابير تحيل على العبودية، وتقنن العلاقات بين الحكام والرعايا. عودة إلى أمثلة عن تلك العلاقات غير المتكافئة والقاسية.
قبل حوالي أربع سنوات، عرفت ميدلت، هذه المدينة الصغيرة الواقعة على مرتفعات الأطلس الكبير الشرقي، حدثا شغل الرأي العام الوطني. يتعلق الأمر بقصة شاب أُجْبِر على تقبيل حذاء نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، لأن الأخير اعتبر أن المعني «تجرأ بشكل وقح في الحديث معه» .لم تظل تلك القصة حبيسة مكتب نائب وكيل الملك، وبمجرد وصولها إلى آذان الملأ، انتفض الناس وأخذت القضية أبعادا غير متوقعة .توالت المظاهرات والاعتصامات، وترددت شعارات مطالبة بمعاقبة ذاك المسؤول، فيما كُتِب على إحدى اللافتات القول المأثور للخليفة عمر بن الخطاب: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟». لم ترتبط ردود الأفعال، فقط، بالتقاليد المتمردة لهذه المدينة الأمازيغية، وإنما بظاهرة متجذرة في الوعي الجماعي، تتعلق بالإذلال والاستعباد كعنصرين من العناصر المُؤَسِسة لممارسة الحكم.
المنصور يحدد خارطة الطريق
حين خرج السلطان أحمد المنصور السعدي من معركة واد المخازن منتصرا، عمد إلى الحكم بيد من حديد إلى حد إذلال رعاياه، وينسب الكثير من المؤرخين إلى المنصور تأسيس ما يعرف بـ«المخزن». يقول أحمد بن خالد الناصري في أخبار هذا السلطان: «وكان المنصور على ما هو عليه من ضخامة الملك وسعة الخراج يوظف على الرعية أموالا طائلة يلزمهم بأدائها، وزاد الأمر على ما كان عليه في عهد أبيه…
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»