تشير مصادر تاريخية أن حصن أمگدول شيد سنة 1506بأمر من الملك البرتغالي، وشكل فيما
بعد النواة الأولى لنباء مدينة الصويرة.
«أمگدول» هو لفظ اشتق من كلمة “مِگدول” بكسر الميم، التي تعود للمرحلة الفينيقية، وتحمل مدلول البناء المحصن العظيم .تداول الباحثون في معاني هذا الاسم، وكان هناك اتفاق بين معظمهم أنه لفظ يتكون من جذر له ثلاث حروف “گدل“، ومن معانيه الملجأ والمأوى والحماية والصيانة والمنع والمراقبة أو التحريم والحظر، كل هذه المعاني يمكنها أن تكون أوصافا أو أدوارا للحصن أو البناء بالفينيقية أو الأمازيغية أو العبرية.
من يكون أمگدول؟
احتفظت ذاكرة أهالي الصويرة باسم أمگدول كناية على ولي صالح يحتمل أنه كان مدفونا في الموقع نفسه، ويعرف عندهم بـ“سيدي مگدول“، وما زال هذا الولي مجهول الهوية حيث لا توجد أي معلومات بخصوصه، ويعتقد بعض الباحثين أنه ربما هو مجرد “صالح“ وهمي، قد يكون حظي بالتقديس من بعض المسلمين واليهود على حد سواء، غير أن هؤلاء كانوا يعتقدون أنه لا يجوز التبرك به مما يثير الشك والاستغراب ! وهناك من ذهب إلى أنه مگدول بن عبد الجليل الركراكي، ومن يعتقد بشكل راسخ أنه فقيه مجاهد حمل اسم أمگدول من كثرة ما نافح عن هذا الحصن لتحريره من يد البرتغاليين. وتشير الباحثة مينة المغاري إلى أنه من المستبعد أن يكون مگدول علما بشريا، حيث لا نجده متداولا بهذه الصفة في أنحاء المغرب، مما يحيل على التفكير في ظاهرة كانت منتشرة بالجنوب المغربي وتتمثل في الاعتقاد في غير الأشخاص، حيث كان الناس يقدسون الأماكن ويتبركون بها دون أن يكون لها علاقة بأشخاص مشهورين .وهذا ما يدفع إلى احتمال ارتباط المكان بـ“الولي الوهمي“، الذي نسجه الخيال، وترسخ في الذاكرة الشعبية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»