أثارت مدينة طنجة اهتمام رجل الأعمال الأمريكي ”أيون بيرديكاريس”، فقرر الاستقرار بها رفقة زوجته التي بنى لها قصرا متفردا، وفاء لوعد قطعه على نفسه، وقد تخلل حياة الزوجين وقائع غير عادية، أحدثت أزمة دبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة.
رأى “أيون جون هانوفرد بيرديكاريس“ النور بمدينة أثينا في اليونان سنة 1840، من أب كان يشغل وظيفة قنصل للولايات المتحدة الأمريكية بتلك الدولة، وأم تنتمي لعائلة ثرية من ملاك الأراضي في “ساوث كارولينا“. قضى أيون صباه في “نيو جيرسي“ بأمريكا، ثم التحق بعد أن شب عوده بجامعة “هارفارد“ التي تابع فيها دراسته العليا، وقد كان شغوفا بالتجوال واستكشاف العوالم الجديدة، مما جعله يترك الدراسة في نهاية السنة الجامعية الثانية، لينتقل بعدها إلى بريطانيا لإتمام دراسته في الهندسة الكهربائية. في هذه المرحلة من حياته، توثقت علاقته بسيدة متزوجة ولها أبناء، وهي “إلين فارلي“، فتطورت الأمور بينهما إلى علاقة غرامية مما جعل تلك الفضيحة تشغل صحف المرحلة التي أسهبت في تتبع تفاصيلها. بعد وقت يسير، طُلقت “إلين“ من زوجها الأول، فتزوجها “إيون بيرديكاريس“ الذي لم يكن يعرف طنجة أو سمع عنها، وقد أتيح له ذلك خلال إحدى رحلاته رفقة زوجته عبر المحيط الأطلسي حيث تحدث له عنها أحد ضباط البحرية الفرنسية الذي أسهب فيما تتميز به من موضع جذاب وطبيعة خلابة. لطنجة تاريخ عريق نسجت فصوله الكثير من الأحداث والوقائع، جعلته مفعما بكل ما هو عجيب وغريب، كما أن وضعها الدولي، خلال الفترة المعاصرة، جعلها قبلة للديبلوماسيين والجواسيس ورجال الأعمال والمشاهير من الأدباء والفنانين وغيرهم. لقد قرر “برديكاريس“ سنة ،1872 تحت إغراء ما سمعه عن المدينة، أن ينتقل إليها ويستقر بها رفقة زوجته وأبنائها من زوجها الأول .وفي هذه الأثناء، تخلى عن الجنسية الأمريكية بعد حصوله على الجنسية اليونانية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 137 من مجلتكم «زمان»