لا تقدم المصادر التاريخية معطيات بيوغرافية دقيقة عن كسيلة أو كوسيلا، غير أن ابن خلدون يعرفه بكونه أميرا لقبيلة أوربة، وهي جزء من قبائل البرانس الأمازيغية.
بقدر ما ارتبط الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا باسم عقبة بن نافع الفهري، بقدر ما ارتبطت مقاومة هذا الفتح باسم كسيلة الأَوربي، أو كوسيلا وفق روايات أخرى. فعلي يديه لقي عقبة مصرعه سنة 683 ميلادية، رغم أن بداية عهد هذا القائد الأمازيغي بالغزاة الجدد كانت إيجابية. بل إنه أسلم وتعاون مع أبي المهاجر دينار أحد قادة الفتوحات وساهم في توسع مجال الإسلام بالمنطقة. لكن تموقع كسيلة في قلب الصراعات السياسية بين قادة الفتوحات القادمين من المشرق، فرض عليه المواجهة مع القادمين الجدد في أول تعبير سياسي واضح على المقاومة، قبل بروز أسماء أكثر شهرة مثل الكاهنة وميسرة وغيرهما.
يعرف ابن خلدون كسيلة بن لزم الأوربي بكونه أميرا لقبيلة أوربة، وهي جزء من قبائل البرانس الأمازيغية. عين على رأس القبيلة بعد وفاة أميرها الذي كان يدعى ستردير بن رومي بن بارزت بن برزيات. تزامنت قيادته القبيلة والموجة الأولى من الغزوات التي قادها عقبة بن نافع الفهري في شمال إفريقيا ابتداء من سنة 670 ميلادية على عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. خلافا للمحاولات السابقة على هذه الفترة، تمكن عقبة بن نافع الفهري من إرساء قاعدة للمسلمين في شمال إفريقيا من خلال تشييده مدينة القيراون.
إسماعيل بلا وعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»