كان الفقهاء المغاربة، قبل فرض الحماية، يتمتعون بسمعة طيبة وسط المجتمع، وكان لهم تأثير قوي. ومع دخول النصارى للمغرب، اختلفت مواقفهم بين الرفض والمقاومة وبين الولاء والتمجيد.
مع توقيع السلطان المولى عبد الحفيظ والوزير الفرنسي المفوض أوجين رينيو لمعاهدة فاس يوم 30 مارس ،1912 والتي بموجبها جعلت المناطق الوسطى للمغرب تحت الحماية الفرنسية، تباينت مواقف النخب بمختلف أنواعها من هذا التدخل، بين مرحب بحرارة ومرحب على حذر، وبين رافض بصمت ورافض بإعلان التمرد والممانعة، فيما فضل آخرون المغادرة وترك المغرب على صفيح ساخن. ولما كانت النخبة الدينية، في ذلك الوقت، تملك تأثيرا واسعا في المجتمع تفتقده اليوم، وكان لمواقفها أثر سياسي واجتماعي واضح، كان من المناسب معرفة ردود فعل هذه النخبة، فكيف استقبل الفقهاء قرار وضع المغرب تحت الحماية الأجنبية؟ وما هي أهم مواقف النخبة الدينية بخصوص هذا الوضع الجديد؟ وهل تغيرت تلك المواقف مع تغير الوضع وتناسل الأحداث، أم أنها حافظت على ثباتها واستمراريتها رغم كل التحولات؟
الهجرة من شر النصارى
لم يستطع بعض فقهاء تلك الحقبة تحمل الأحداث المتسارعة، سواء ما كان منها بعد توقيع معاهدة الحماية، أو حتى ما كان قبلها من وقائع وإرهاصات ممهدة للاحتلال الأجنبي، فقرروا ترك المغرب والهجرة لبلاد أخرى، منهم من توفق في ذلك، ومنهم من لم تسعفه الظروف لتحقيق هدفه.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»