من المعروف أن الملك الحسن الثاني تعرض بشكل مباشر لمحاولتي اغتيال في بداية السبعينات. لكن تذكر بعض المصادر أن الملك تعرض أيضا لحادثتين كادتا ان توديا بحياته عندما كان وليا للعهد، فما قصة الملك مع النجاة من الموت؟
الحادثة الاولى: جاءت هذه الواقعة في يوليوز أوائل الأربعينات. كان الأمير مولاي الحسن يتلقى دروسا تدريبية على المركب “جان دارك” الذي أعد ليكون كلية بحرية. وقد اكتسب لياقة بدنية بين زملائه الضباط، لكنهم لم يكونوا مستريحين لأفكاره السياسية، بحسب المصادر. وقد شكلت أفكاره إزعاجا لبعض الفرنسيين، فقرروا حينها تنحيته.
وصل المركب “جان دارك” إلى شاطئ أكادير.. وفي إحدى ثكنات المدينة، كان ولي العهد يشارك واحدا من زملائه غرفة النوم، ولكن شخيره منع الأمير من النوم، فترك الغرفة وذهب لينام على الشاطئ. بعد ذلك جاء أمر استعجالي للمتدربين بالنهوض للتدرب في تلك الساعة المتأخرة من الليل. صعد الجميع إلى متن الطائرة المائية لتقلع بهم إلى مكان التدريب.
لكن ما كادت الطائرة أن تحلق حتى سقطت في البحر، ومات كل من كان عليها من المتدربين. ظن الجميع أن الأمير كان ضمن الركاب، بيد أنه في الصباح الباكر فوجئوا بالأمير يستيقظ في الشاطئ ويسأل عن رفاقه. حينها أنهى الأمير تمرينه في بريست بفرنسا، ثم قفل عائدا إلى المغرب.
الحادثة الثانية: تقول الحكاية أنه في ليلة من ليالي شتنبر 1948، بينما كان الأمير في مسكنه، رن الهاتف. أمسك الأمير السماعة ليجيب فسمع صوتا على الخط يشبه صوت والده محمد الخامس، يطلب منه أن يلتحق به في القصر في تلك الساعة على وجه السرعة.
لكن الأمير ارتاب بعد لحظات وهو يهم بالمغادرة. ولكي يطمئن قلبه، أعاد الاتصال بوالده السلطان لكي يستفهم منه، فما كان من والده إلا أن نفى ذلك وأمره بألا يغادر الفيلا التي يقطن بها.
كانت مكيدة مدبرة، حيث كان في مكان غير بعيد منه جماعة من المسلحين يتربصون بالأمير ليطلقوا النار عليه خلال مروره. وقد تأكد المسلحون بعد طول الانتظار من فشل خطتهم فعادوا أدراجهم، بحسب ما تقول المصادر. هكذا نجا الملك من حادثتين كادتا أن توديا بحياته قبل أن يصبح ملكا.