ألف أبو حامد الغزالي كتابه الشهير “الإحياء” في المشرق الإسلامي، ولم يكن يقصد توجيه مضمون كتابه لسلطة من سلطات الوقت بعينها، خاصة المرابطية البعيدة عنه مجاليا، لكنه رغم ذلك أثار حفيظة الفقهاء المالكية الاندلسيين وألبوا الناس والسلطة ضده، ودفعوا أحد القضاة إلى إصدار حكم غيابي قضى بإحراق الكتاب وتكفير صاحبه عد أن تنبهوا إلى أشياء وردت فيه اثارت امتعاضهم فارتأوا أنه كتاب ضار للمسلمين.
وأهم انتقاد وجهه الفقهاء لكتاب “الإحياء” هو نزعته الصوفية الباطنية، المنافية، في نظرهم للسنة والمخالفة للعقيدة، إضافة إلى ذلك انتقد الفقهاء ما طبع الكتاب من أحاديث ضعيفة. كما انتقد قسم آخر منهم المنحى الكلامي لـ”الإحياء”، واعتماده على الجدال والمناظرة العقلية التي قد تسيء إلى العقيدة.
تقول الرواية الشائعة أن حكم الإحراق صدر أوائل العام 1109م وأن الحكم صدر من رأس الدولة المرابطية علي بن يوسف بإيعاز من الفقهاء المالكية الاندلسيين، واستمر تفعيل الحكم على عهد ابنه وخليفته تاشفين بن علي.
أي نتيجة
View All Result