خلف عبد الواحد بن عاشر متنا اعتنى به المغاربة، منذ ظهوره في مطلع القرن السابع عشر، وما يزال طلاب المذهب المالكي يحرصون على حفظ أبياته عن ظهر قلب.
جدل أثاره عرض كتاب تراثي يتضمن بعض المتون الفقهية المالكية بالمعرض الدولي للكتاب، والذي احتضنته هذه السنة على خلاف العادة مدينة الرباط .تضمن الكتاب، الذي سماه صاحبه “جامع متون الفقه المالكي“، عددا من النصوص المنظومة والمعتمدة عند المالكية، كمختصر خليل ومتن الأخضري والعشماوية وغيرها، وتضمن المجموع أيضا كتاب “المرشد المعين على الضروري من علوم الدين“ لصاحبه ابن عاشر. لكن ما أثار كل هذا الجدل هو أن الكتاب لم يتضمن متن ابن عاشر الأصلي كما كتبه صاحبه، وإنما نسخة أخرى منه تم تحريف بعض أبياتها، خصوصا المقدمة العقدية، لأنها برأي المعدل أو المحرف مخالفة لمنهج السلف، وموافقة لعقيدة الأشعري التي لا يرتضيها المعدل والناشر.
صحيح أن هذا التعديل قد وقع قبل أكثر من عشرين سنة، وأن صاحبه قد تبرأ منه ومن نشر النسخة المعدلة، وأن اللوم متجه إلى الناشر الذي لم يعتمد النسخة الأصلية، لكن كل هذا الجدل يحيل إلى حرص المغاربة على متن ابن عاشر ومكانته الدينية في المجتمع، فمن هو ابن عاشر المالكي؟ وما أهمية منظومته التي اشتهرت بين الناس وحفظها الصغار والكبار؟ وما دلالات التعرض له بالتعديل من طرف بعض التيارات الدينية؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»