مثل باقي الشعوب في العالم، عرف المغرب ظاهرة الفقر في مجتمعه .لكن تصدت لهذه الظاهرة ثلاث مؤسسات تقليدية، حسب ما تذكر دراسة فاطمة العيساوي، وهي مؤسسات: الزوايا والأحباس والمخزن. الأولى كانت «تعتبر تقديم الصدقات والطعام من بين واجباتها المهمة»، وفي مرات عديدة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، «أخذت الزوايا تحاول التملص من دفع الزكوات والأعشار، وتلتمس من المخزن تحويلها إلى ما تستقبله من ضعفاء ومساكين» .أما الأحباس، فكانت «تسعى إلى تقديم الخدمات الاجتماعية ومساعدة المحتاج»، إما نقدا أو عينا، بل خصصت أوقافا بهذا الاسم، «أحباس الفقراء والمساكين». والأخيرة هي مؤسسة المخزن، ففي جميع مراحل تاريخ المغرب، «حمل السلاطين شعار مواساة الضعفاء ومؤازرة الفقراء، فكانوا يقدمون الصدقات لهم كأحد مظاهر سلطتهم».
أي نتيجة
View All Result