لم يتردد باشا صفرو، الضابط السابق في الجيش الفرنسي، في مقاومة نفي محمد الخامس. موقف بطولي قاده ليكون أول رئيس حكومة بعد الاستقلال.
ولد مبارك البكاي سنة 1907، في أجواء مغرب مضطرب. كانت البلاد حينها ممزقة في حرب أهلية بين أنصار السلطان مولاي عبد العزيز، وأنصار شقيقه مولاي حفيظ، المدعوم من طرف فئات واسعة من العلماء والشعب الرافضين للأطماع الاستعمارية.
هكذا رأى مبارك البكاي النور في ظل الامبراطورية الشريفة، التي صارت آنئذ آيلة للزوال، سنة واحدة بعد اتفاقية الخزيرات، الموقعة في عام 1906، التي كانت إيذانا بوضع حد لاستقلال المغرب. في بركان، حيث ولد، كان اسمه العائلي «البكاي» يدل على عائلة متواضعة. أصبح هذا الاسم من الأسماء الشهيرة في تاريخ المغرب، ليس لأنه ينتمي لأوساط الشرفاء أو الأولياء أو خدام المخزن، بل لأن مبارك البكاي كان ببساطة نموذجا لمغربي استثنائي، نزيه، شجاع في الدفاع عن أفكاره في الأوقات الصعبة من حياة الأمة.
تتوفر معلومات قليلة حول سنوات شباب مبارك البكاي، أو «السي البكاي» كما كان يناديه الفرنسيون على سبيل التقدير. المعروف أنه انجذب مبكرا لمهنة الجندية، والتحق بالمدرسة العسكرية «دار البيضا» في مكناس، التي أسسها المارشال هوبير ليوطي سنة 1918 لأبناء الأعيان والتلاميذ النجباء، وتحولت لاحقا إلى «الأكاديمية الملكية العسكرية».
استنادا على الوثائق النادرة التي اهتمت بمساره، ضمن أرشيف الاستعلامات الفرنسية، لم تكن علامات نبوغ أو قدرات استثنائية تظهر على مبارك البكاي في تلك الفترة. لم يدخل هذا الثلاثيني، الذي كان يحمل حينها رتبة «قبطان سبسي»، الوفي لفرنسا والمؤمن بـ«رسالتها الحضارية» في المغرب، التاريخ إلا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
عدنان السبتي
تتمة المقال تجدونها في العدد 26 من مجلتكم «زمان»