يعتبر محمد الإخصاصي آخر سفير للمغرب بسوريا قبل قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد عاش اللحظات الأولى للثورة السورية قبل أن تدخل البلاد في حالة فوضى وفي حرب متعددة الأطراف. لأول مرة، ومنذ عودته إلى المغرب سنة 2011، يخص السفير الأسبق محمد الإخصاصي مجلة “زمان”، بهذا الحوار الحصري، ويكشف من خلاله عن طبيعة العلاقة بين سوريا والمغرب قبل الثورة وبعدها، فضلا عن تفاصيل الهجوم الذي تعرضت له السفارة المغربية آنذاك، وما أسفر عنه.
كيف تم تعيينك سفيرا في سوريا سنة 2008؟
هذا قرار سيادي، أبلغت به كما يبلغ سائر السفراء المعينين. لكن دعني أوضح لك أن المحدد الأساسي في مثل هذه الحالة هو مصلحة البلاد، وخدمة مصالحها العليا، وليس أي اعتبار آخر. وربما كانت خبرتي الطويلة بملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من جهة، ومتابعتي للشؤون العربية والجهوية والدولية من جهة أخرى، من عوامل تعييني في منصب سفير لجلالة الملك في سوريا. كما أن وضعيتي البرلمانية مكنتني من ذلك، حيث كنت عضوا في “لجنة العلاقات الخارجية والدفاع” بمجلس النواب. بالإضافة لتجربتي الطويلة في إدارة لجنة “العلاقات الخارجية” لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعضويتي في لجنة ” الشرق الأوسط” لمدة طويلة “بالأممية الاشتراكية” مكنتني من متابعة واستيعاب مختلف الإشكاليات الدولية والإقليمية.
وغني عن الإشارة أن مركز الاهتمام وقلب الانشغال لدى ممارستنا لهذه المهام، البرلمانية والحزبية، كانا وما يزالان هو الدفاع عن قضية الوحدة الترابية لبلادنا، والذود عن قضية الشعب الفلسطيني، والانخراط الواعي والمنضبط في دعم قضايا الحرية والعدالة والسلام في الشرق الأوسط، وفي كل إرجاء المعمور.
هل كنت على اطلاع جيد بطبيعة الجمهورية العربية السورية؟
المسؤوليات التي تحملتها على صعيد الحركة الطلابية، إذ كنت عضو المجلس الإداري لـ”الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” وعضو لجنته التنفيذية ثم رئيسا للمنظمة الطلابية، بين سنتي 1971-1969، وكذا المسؤوليات السياسية التي تحملتها على صعيد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم على صعيد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فضلا عن المسؤوليات الوطنية، السياسية والبرلمانية، كل ذلك أهلني لكي أكون على إلمام بإشكاليات ومتغيرات الأوضاع الدولية والجهوية والإقليمية. وبالنسبة إلى سوريا، فقد أتاحت لي زيارات قمت بها إلى هذا البلد الشقيق، في إطار ندوات فكرية ومؤتمرات عربية، معرفة دقيقة بأوضاعها، وإلماما بأحوالها ووعيا بدورها في مجال جيو-سياسي بالغ الدقة والحساسية.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 61 من مجلتكم «زمان»