يعتبر المجاهد محمد العياشي من الشخصيات المغربية التي اضطلعت بأدوار هامة في النصف الأول من القرن السابع عشر، جعلت منه فاعلا مؤثرا كرئيس لـ”حركة جهادية” بصمت مجريات الأحداث التاريخية.
رغم «الأسطورة» التي أحاطت بالمجاهد محمد العياشي، والأخبار المتداولة في شأنه، إلا أن الكثير من الغموض ما زال يحيط بتحركاته و«غزواته» وتوجهاته السياسية وحياته الخاصة. لعل أول مرة برز فيها اسم العياشي كان سنة 1604، بمدينة سلا، حينما كلفه شيخه القطب عبد لله بن حسون السلاسي بالجهاد في سبيل لله قائلا له، حسب المؤرخ أحمد بن خالد الناصري، في «الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى»: «ارتحل عنّي إلى أزمور، وانزل على أولاد أبي عزيز …وسيكون لك شأن عظيم»… وذكر الناصري أن العياشي، المزداد حوالي سنة 1573، «كان ملازما لشيخه (…)، وأسرعهم إلى خدمته (…)، كان كثير الورع قليل الكلام، مُديما للصيام وقراءة القرآن». رحل العياشي، وهو من مواليد منطقة الغرب، وربما أصله من بني مالك، العرب الهلاليين… وتوجه إلى دُكالة، سنة واحدة بعد وفاة السلطان السعدي أحمد المنصور المعروف بالذهبي… نشط العياشي في دكالة، وأشرف على تنظيم المقاومة ضد المحتلين البرتغاليين حيث قام بحصارهم ومهاجمتهم عند خروجهم من «مازاگان»، للحرث أو جمع المحاصيل.
الصديق معنينو
تتمة المقال تجدونها في العدد 119/118 من مجلتكم «زمان»