توفي محمد امجيد، المناضل والفاعل الجمعوي، يوم 20 مارس 2014، بعد مسار حافل. وكان امجيد قد خص «زمان»، في نسختها الفرنسية أسابيع قليلة قبل وفاته، برواية عن تاريخ المغرب من زاوية نظره.
أنحدر من وسط تقليدي، لكنه مرتبط بحياة تلك الفئة من المواطنين الذين كان يطلق عليهم آنذاك اسم: الأهالي. منذ نعومة أظافري، شعرت بأنني منخرط في وقت مبكر في معركة دون أن أكون قادرا، مع ذلك، على تحليل رهاناتها. لم أكن أتبع، في نهاية المطاف، سوى المشاعر الوطنية لوالدي ولأصدقائه، وفي مقدمتهم يومها رجل جد مؤثر في مدينة آسفي هو الحاج محمد الباعمراني الذي كان ملهما كثيرا بالنسبة لنا. ولا زلت أتذكر قدرته الفائقة على إيجاد الكلمات التي تؤجج شعورنا الذي كان يطلق عليه اسم «الوطنية». وأشير إلى أن كل هذا كان يتم في بداية الثلاثينات، وأن مفهوم «الوطنية» كان ما يزال يخطو خطواته الأولى.
في سن 14 من عمري، نظمت مظاهرة للتلاميذ في قلب مدينة آسفي. كانت الشعارات التي كنا نرفعها تتلخص في تقديم الدعم لكبار الزعماء الوطنيين، من قَبيل: «عاش الفاسي»، «عاش الحسن الوزاني». وكان رجال البوليس قد اعتقلوني في اليوم الموالي وأخذوني إلى مخفر الشرطة حيث قضيت وقتا لا بأس به. ومنذ هذا الحادث أصبحت أكثر حماسا وثورية. ذلك أن السجن ولد لدي دون شك هذا الشعور الثوري. ومن يومها باتَ هدفي محددا وواضحا وهو العمل على تحقيق الاستقلال، ولذلك عدت إلى السجن مرة أخرى.
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»