انتقل الجزولي من قرية صغيرة في الأطلس الصغير إلى فاس لطلب العلم، قبل أن يؤسس طريقة جمعت بين علوم الظاهر وعلوم الباطن، حرص السلاطين العلويون على الاحتفاء بها إلى يوم الناس هذا.
لُفَّت حياة محمد بن سليمان الجزولي بالغموض بدءا بتاريخ ولادته وانتهاء بتاريخ وفاته، وطبعت أغلب محطاتها بالإبهام. ولا غرو أن الضبابية التي أحاطت بها مردها إلى تأخر جل الكتابات عنه بأزيد من قرن بعد وفاته، ومن أهمها كتاب “ممتع الأسماع في ذكر الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع“ لمحمد المهدي الفاسي، الذي أفلح في سد العديد من الفراغات في سيرة الجزولي .وزادت وتيرة الكتابات عنه مع توالي الزمن نظرا إلى المكانة المتميزة التي حظيت بها طريقته لدى فئات واسعة من المغاربة، ودُعِّمت بالتأليف عن الرجالات السبعة لمراكش والأسر الشريفة، ثم بحظوة الجزولية لدى الدولتين السعدية والعلوية.
عندما جاء الجزولي إلى الحياة، في تاريخ غير مضبوط، أواخر القرن 8هـ/14م، بقرية أيت مولاي ببومروان في الأطلس الصغير الغربي، كان المغرب يعيش في ظل أزمة مركبة سياسية واجتماعية واقتصادية، وشغلت هذه الأزمة حيزا زمنيا طويلا شمل كل مراحل حياة الجزولي، وكان من الطبيعي أن تبصم حياته، وتترك ندوبا عليها. والراجح جدا أنها أسهمت بشكل كبير في رسم معالم الطريق التي سلكها، وألهمته على تقديم مقترحات للانعتاق من تداعياتها.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»