ارتبط مسار الكاتب الصحافي محمد جبريل بفترة واسعة تعكس جوانب مهمة من تاريخ الكتابة الصحفية بالمغرب، وهي كتابة كانت لصيقة بالسياسة والمجتمع ولم تنفصل عن حقول الأدب والسينما والفن. في هذا الحوار، يحدثنا ضيف العدد، عن تجربته السياسية المبكرة منذ ستينات القرن الماضي، مع التيار الماركسي الذي ذاق بسببه مرارة السجن، وكذلك عن تنقلاته بين موسكو وباريس والمغرب. كما نتعرف على جوانب من تجربته في مجلة ”لاماليف “الشهيرة التي عانت من إكراهات وضغوط وزارة الداخلية، قبل أن ينتقل إلى منابر إعلامية أخرى ناطقة باللغة الفرنسية، كمجلة ”ضفاف” المخصصة للمغاربة المقيمين بالخارج، ومجلة ”الأدب “و”المجلة المغربية” مع عبد السلام الشدادي. في هذا الحوار مع جبريل، نحاول الخوص في قضايا مجتمعية تتبعها في مقالاته خلال الخمسة عقود الماضية، وخرج منها باستنتاجات بالغة الأهمية.
أصدرت مؤخرا كتابك باللغة الفرنسية “قلق في المجتمع”، وهو تجربة خمسة عقود في الكتابة الصحفية. ما طبيعة هذا الكتاب وموضوعه الرئيس؟
صدر كتاب “قلق في المجتمع“ قبل سنة من الآن، وهو عبارة عن مجموعة مقالات وأبحاث حول مواضيع مجتمعية مختلفة، أحاول فيها تبيان بعض القضايا التي لم تتغير في المجتمع منذ السبعينات إلى يومنا هذا، بالإضافة لظواهر أخرى تغيرت، منها الإيجابي ومنها السلبي.
الكتاب يلخص جزءا من اهتماماتي في مجال الكتابة خلال العقود السابقة. وقد اخترت عنوان “القلق“ تعبيرا عن عدم الانسجام الحاصل في المجتمع؛ فالقلق ينبع من تناقض داخلي في بنية المجتمع، كعدم القدرة مثلا على مسايرة العصر، الأمر الذي ينجم عنه تناقضات في السلوك وفي النفسيات. من هذا المنطلق بنيت كتابي.
إذا رجعنا إلى بدايتك، أين ولدت وما هي الظروف التي ترعرعت فيها؟
أنا من مواليد مدينة سطات، في الأربعينات، من عائلة تنتمي لسطات ومراكش، لذا عشت طفولتي بين هاتين المدينتين. والدي لم يكن منتميا بشكل تنظيمي لأي حزب سياسي، لكنه ككل المغاربة كان مساندا للحركة الوطنية ومطالبا باستقلال البلاد، وله صداقات مع رجالاتها ومتأثرا بتيار السلفية المتنورة الذي كان أساس فكر الحركة الوطنية ومن قادته علال الفاسي وبلعربي العلوي وغيرهم .وقد أثر هذا التوجه لديه في طريقة تربيتنا داخل البيت..
حاوره غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 117 من مجلتكم «زمان»