قال سارتر «إن خير الدين واحد من أفضل من يكتبون بالفرنسية»، ووصفه سنغور بأنه أفضل شاعر في إفريقيا. لكن خير الدين عاش حياة أخرى.
كيف لكاتب أن يكتب وسط حالة من الفوضى العارمة والمزعجة، تساءل شرطي فرنسي وهو يقبض على مجموعة من المتسعكين والسراق والمتاجرين في الدعارة في مقهى تيرمينوس في ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية، وبجانبهم شخص يكتب بشراهة بالغة غير آبه بما يجري حوله .وحده أغونشيش الأمازيغي من يمكنه أن يقدم جوابا سورياليا عن السؤال بكل برودة: «حين أكتب يختفي العالم من حولي، ولا يعود بإمكاني أن أنتبه لشيء سوى للشخصيات التي أصنعها»، شارحا ومتعايشا مع خرابه الوجودي اليومي وأسئلته المقلقة التي ظلت ترافقه إلى آخر يوم في حياته.
شاعر خارج التصنيف
رغم مرور أزيد من 22 سنة على رحيل الكاتب المغربي محمد خير الدين، ما تزال كثير من صفحات حياته مجهولة وموسومة بالكثير من مساحات الغموض والصمت كما أن رصيده الأدبي الغزير لم يلق نفس الاحتفاء، ربما لطبيعة شخصيته المركبة والمتقلبة بين الحدة والمزاجية والفوضوية والرفضوية، أو ربما لأنه لم يكن مثل أولئك الكتاب التقليديين الممتثلين للعادات والأعراف والمواضعات الاجتماعية، المنشغلين كثيرا بالحفاظ على صورتهم ومكانتهم العامة، كما يعتقد الكاتب إدريس الخوري، في مقال خصصه لنعي الكاتب نشر في الملحق الثقافي لجريدة “المغرب“ الناطقة بالفرنسية، أياما فقط بعد وفاته في نونبر من سنة 1995 بعد صراع قاس مع مرض السرطان.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»