شكلت أعمال محمد زفزاف قفزة نوعية نحو معانقة واقع المجتمع دون مساحيق تجميلية. وصفه البعض بالبوهيمي والفوضوي، وبالرجل الذي يظهر فجأة ويختفي فجأة. اتفق النقاد والمقربون منه بأن كتاباته تعكس الوجه الآخر للمجتمع، وقد ترجم بعضها إلى اللغة الفرنسية، وحظيت باحترام من يخبرون قراءة المعاني وسط السطور.
«منذ سنوات وأنا منعزل في بيتي، لا أخرج إلا لماما أو للضرورة، أنا رجل حساس ولا أريد النميمة ولا الغيبة من المثقفين، صديقي القلم وأوراقي، والعلاقات الإنسانية مع بعض الأصدقاء»، هكذا أحب أن يعرف الكاتب محمد زفزاف بنفسه، وهكذا اختار أن يعيش ..لكن، كيف يرى الآخرون زفزاف؟ ربما، هي أسئلة مشروعة تجاه شخصية بتركيبة مثيرة وغريبة. الرجل درس الفلسفة وأصبح أستاذا، ثم قفز نحو الشعر والكتابة. واشتهر بكوفيته الفلسطينية التي كان يحيطها حول عنقه، وبلحية كتلك التي عرف بها الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي. فهل استطاع زفزاف التعمق في النفس البشرية مثل نظيره الروسي؟ “زمان“ تقف، في هذا البورتريه، على بعض تفاصيل كاتب من طينة الكبار.
الفلسفة أولا
قد لا يعرف الكثير بأن الاسم الحقيقي لمحمد زفزاف هو “لمفضل الخصال“، إذ يذكر عبد الرحيم التوراني «رأيت مرة وأنا في بيته (…) بطاقة قديمة عليها صورته مع اسم «لمفضل الخصال»، لما سألته رد علي: (هو زفزاف سابقا)، وغير الموضوع». ازداد زفزاف أو لمفضل سنة 1945 بسوق أربعاء الغرب، وسط أسرة متواضعة. لم تكن طفولته سهلة، توفي والده وهو في الخامسة من عمره ليتذوق الطفل مرارتين، مرارة اليتم ومرارة الفقر .كان العوز والفقد ينخرانه من الداخل. لكن رغم ذلك، قاوم الظروف ولم يستسلم.
تتمة المقال تجدونها في العدد 92 من مجلتكم «زمان»