اختار محمد فتحي، الذي كان متخصصا في سلاح المدرعات، طواعية المشاركة في “التجريدة المغربية للدفاع عن الأراضي العربية” التي قرر الملك الحسن الثاني إرسالها إلى سوريا. في هذا الحوار الحصري مع مجلة ”زمان”، يعود فتحي إلى الحديث عن أسباب اختياره التطوع في حرب لم يكن يعرف نهايتها، بقدر ما كان يعرف مخاطرها، وعن الطريق التي قطعها صحبة رفاقه من وجدة إلى وهران الجزائرية عبر القطار، ومن هناك إلى اللاذقية السورية على متن باخرة سوفياتية. هنا، يحكي ما رآه، من حياة وموت، في ساحة الحرب ضد إسرائيل.
لماذا اتخذت قرارا بالمشاركة في التجريدة المغربية للدفاع عن سوريا؟
يوم 23 فبراير ،1973 وجه الملك الحسن الثاني خطابا إلى الأمة يعلن فيه قراره بإرسال ما سماها بـ“التجريدة المغربية للدفاع عن الأراضي العربية“ إلى سوريا، وقدم تبريراته، مع تشديده على أن المشاركة لن تكون إجبارية، بل بفتح باب التطوع أمام من يريد المشاركة في التجريدة… بعد الخطاب، تلقى الجنود، باختلاف رتبهم، أوامر بالتفرق، وبأن يبادر كل من أراد الذهاب طوعا كتابة طلبه .وبقدر ما كان هناك من استجاب تلقائيا، كان هناك من تردد ورفض منذ البداية. أما أنا، فقررت، منذ الوهلة الأولى ودون تردد، أن أكون ضمن هذه التجريدة المغربية. وبمجرد ما دخلت الثكنة، بادرت بكتابة طلب التطوع عن قناعة تامة…
لن أزعم أن ذلك لم يحصل. فقد جفاني النوم في تلك اللية.. وأصبح فكري شاردا، لا أنا هنا، ولا أنا هناك. في النهاية قررت التطوع بعدما فوضت أمري إلى الله…
يمكن أن أؤكد، هنا، أن اختيار المتطوعين تم بمعايير دقيقة. فقد عُهِد إلى كل مفتشية، حسب الأسلحة التي ينتمي إليها الجنود، الحسم في الاختيار. أما فيما يخص الامتيازات، فقد قررت القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية أن تصرف راتبا ثانيا يعادل ما يتقاضاه كل متطوع، وأن تحتسب المدة التي سيقضيها بعيدا عن الوطن مرتين.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 135 من مجلتكم «زمان»