وضعت معركة وادي المخازن حدا للإمبراطورية البرتغالية الممتدة أطرافها من الهند إلى الـبرازيل، من جهة، وأجبرت العثمانيين على الاكتفاء بأرض الجزائر من جهة أخرى.
تمثل معركة وادي المخازن، أو ما يسمى أيضا «معركة الملوك الثلاثة»، التي توفي فيها ثلاثة ملوك (المغربيان عبد الملك ومحمد المتوكل، والبرتغالي سبستيان)، والتي فاز فيها المغرب على البرتغال يوم 4 غشت 1578 حدثا كبيرا في تاريخ المغرب وتاريخ الحوض المتوسط عموما. من جهة أولى استطاع السعديون إيقاف المد الجارف للإمبراطورية البرتغالية الممتدة أطرافها من الهند إلى الـبرازيل، إذ كانت أطماعها التوسعية في المغرب قد اتسعت على مدى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بدءًا باحتلالها لمدينة سبتة عام 1415، ومرورا بمواقع ساحلية أخرى مثل طنجة وأصيلا وأزمور وآسفي، وانتهاء بالعملية العسكرية التي تزعمها الملك سبستيان خــلال صيف 1578. من جهة ثانية، تمكنت الدولة السعدية من التخلص من هيمنة الأتراك العثمانيين الذين ردعتهم هزيمة البرتغال واكتفوا بأرض الجزائر. ومن جهة ثالثة أبدى ملوك أوربا، وفي طليعتهم إليزابيث، ملكة إنجلترا، رغبتهم في التقرب من المغرب وعقد صلات دبلوماسية مع سلطانه.
محمد حبيدة
تتمة المقال تجدونها في العدد 14 من مجلتكم «زمان»