ما تزال اللغة الدارجة مجال نقاشات ومحور مؤتمرات علمية داخل المغرب وخارجه. في هذا الصدد نظم خبراء وباحثون من دول مغاربية ندوة حول “اللغة الأم” في محاولة لتوحيد الدارجة ووظائفها.
نظم مركز تنمية الدارجة يومي 20 و21 من هذا الشهر، ندوة مغاربية حول اللغة الدارجة بمدينة الدار البيضاء، تحت عنوان “الدارجة، أي وضع وأي وظيفة”، حضرها باحثون من دول مغاربية من الجزائر وتونس وليبيا. وطرح الحاضرون تساءلات من قبيل: كيف نجعل اللغة اليومية لغة معترف بها ولغة مكتوبة؟ وهل يمكن اعتمادها كلغة للتدريس أو لدعم التدريس؟ كما تساءلوا عن العلاقة التي يجب أن تقيمها الدارجة مع لغات وطنية ومحلية وأجنبية كذلك.
سعى المؤتمر إلى “إقامة تبادل علمي هادئ وزرين حول مسألة حاسمة، من خلال إشراك اللغوين من المغرب الكبير”. وأكد المؤتمرون أنه من بين كل اللغات المتواجدة بالفضاء المغاربي تبقى الدارجة الأكثر اهتماما. و”رغم كونها أكثر تداولا وأكثر دينامية، إلا أنها تظل مهمشة في الخطابات الرسمية كما يتم استبعاد كل ما يروم الاعتراف بشرعيتها كلغة يمكن لها القيام بوظائف تتجاوز وظيفة اللغة العامية”.
في هذا الصدد، قال نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة زاكورة المنظمة للمؤتمر، في كلمته الافتتاحية، أن الدارجة يمكن الاستعانة بها لمحاربة الأمية، داعيا إلى اعتمادها في الفضاءات العمومية والمناهج الدراسية. كما أضاف مشددا أن “الدارجة ليست لغة الشارع كما يدعي الكثيرون، بل إنها لغة تاريخية تكلم بها المغاربة”.
من جهة أخرى، أكد عيوش أنه لا يتتصر للغة الفرنسية، رغم أنه يتحدثها، مقابل تهميش العربية، وقال إنه يأمل في اعتماد اللغة الإنجليزية بالأساس بإزاء اللغتين، وذلك “سيرا على نهج الدول المتقدمة، منها فرنسا التي تعتمد الانجليزية في ندواتها العلمية”، وفق المتحدث نفسه.
أصر المنظمون، أن المؤتمر الذي حضره باحثون وشعراء وأكاديميين، يرمي إلى “تعزيز الصلة بين الباحثين من الدول الثلاث وإشراكهم في مشاريع بحثية حول هذه اللغة المشتركة”. وقد عرفت المداخلات عرض المشاركين تجاربهم واقتراحاتهم العلمية لتطوير الدارجة، ما بين الكتابة والتداول اليومي، لتصبح لغة بوظائف موحدة.