يعرف كثيرون، ممن عاصروا بدايات القناة الثانية، البرامج الحوارية التي قدمتها مليكة مالك، والتي حاولت أن تطرح فيها المشاكل التي كانت تؤرق النخبة المغربية في الفترة الانتقالية التي بات يعرفها المغرب مع مجيء حكومة التناوب. في السطور الآتية، ورقة عن هاته الشخصية وتجربتها الإعلامية.
توفقت مليكة مالك في اختيار ضيوفها بالأناقة نفسها التي كانت تختار بها ملابسها .وأعطت للرأي العام في تجربتيها، “وجه وحدث“ و“في الواجهة“، الحق في أن يساءل الضيف الذي وجب عليه أن يقدم حججه المقنعة في جو من الاحترام المتبادل… في معرض حديثه عن هاته التجربة الإعلامية، قال المفكر محمد سبيلا: «لا يمكن نكران تميز هاته التجربة، التي تستمد رونقها وبهاءها من سياقها السياسي الثقافي الذي انبثقت فيه. فقد كانت هاته التجربة بمثابة بشائر نسائم عليلة أولى للإطلالة من تحت الأرض خلال فترات القسوة السياسية، ولخروج المغرب البطيء والمتعثر من أتون سنوات الجمر، هي بالتأكيد تجربة متميزة ذات مكانة خاصة في تاريخ الإعلام المغربي المعاصر».
رأت مليكة مالك النور بمدينة القنيطرة، في دجنبر سنة 1955 لم تختر أسرة مالك لمولودتها الجديدة اسم مليكة ليتمازج في إيقاع النطق مع كنيتها “مالك“ فحسب، بل لأن السلطان محمد بن يوسف كان عائدا للتو من المنفى، فارتأوا أن يسموها مليكة.
وقد سبق لمليكة أن علقت على الأمر في أحد الحوارات قائلة: «اسم مليكة هو من اختيار الوالدين معا، ويحمل بين حروفه دلالة حب وشغف، للبرهان الرمزي عن ارتباطهما كسائر المواطنين المغاربة، بالملكية، وبأب الوطنية، محمد الخامس (…) .ففي أيام المقاومة، وكان أبي وأمي من المنخرطين فيها ضد الاستعمار، ولد اسم مليكة للتعبير عن حب الوطن».
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»