يحلل ميمون أزيزا، أستاذ التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، في هذا الحوار تأثيرات وتداعيات الاستعمار الإسباني على الريف.
كيف كان وقع وتأثير الاستعمار الإسباني على الشمال بشكل عام والريف خصوصا، وما هي التطورات التي أحدثها في بنيات الاقتصاد والمجتمع؟ قبل التطرق إلى تأثير الاستعمار الإسباني على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، لابد من تقديم بعض التوضيحات تخص التقسيم الإداري الذي خضعت له هذه المنطقة. فبعد استكمال عملية الاحتلال العسكري المعروفة بـ”التهدئة” سنة 1927، أقدمت الإدارة العسكرية الإسبانية على تقسيم منطقة حمايتها إلى خمس جهات أو مناطق، هي من الغرب إلى الشرق: اللوكوس وعاصمتها العرائش، ثم جبالة وعاصمتها تطوان، التي هي في نفس الوقت عاصمة المنطقة الخليفية ككل، ثم غمارة وعاصمتها شفشاون، وجهة الريف وعاصمتها الحسيمة، وهي مدينة حديثة لم تنشأ إلا مع دخول الإسبان، وأخيرا منطقة كرت وعاصمتها الناظور.
غير أن المؤهلات الاقتصادية كانت ضعيفة بالمقارنة مع منطقة الحماية الفرنسية. إذ لم تحصل إسبانيا سوى على شريط ساحلي لا يزيد طوله عن خمسة مائة كيلومترا وعرضه 60 كلم، يمتد في الجهة الغربية من المحيط إلى المضيق، ومن الجهة الشرقية حتى نهر ملوية على مقربة من الجزائر، مغطياً في مجموعه ما يزيد قليلا عن 20.000 كلم2، أي أقل من 5% من مساحة المغرب، تتكون في ثلثيها من أراض جبلية، أما الأراضي الخصبة فهي قليلة جداً، فتقتصر على حوض اللوكوس وسهل الكارب وصبرا في منطقة الناظور. وقد أحدثت عدة مؤسسات بغرض دعم الاستغلال الفلاحي ومن بينها الشركة الإسبانية التي قامت بزراعة منطقة اللوكوس وحوض كِرت، وقد نجم عن ذلك ظهور قرى زراعية مثل سلوان وجبل العروي. واكتست زراعة القطن أهمية كبرى في الشرق، حيث أنشئت عدة مؤسسات لهذا الغرض مثل شركة القطن الإسبانية المغربية والشركة الزراعية لكِرت.
حاوره المعطي منجب
تتمة الحوار تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»