كان نور الدين البويحياوي، متوسط دفاع فريق النادي القنيطري، إحدى اللبنات الأساسية التي وقع عليها الاختيار لبناء منتخب مغربي قوي وقادر على محو آثار الهزيمة المذلة أمام الجزائريين يوم 9 دجنبر 1979. ولم يتأخر البويحياوي، بهدوئه وجديته والتزامه، في فرض اسمه وسط شباب موهوب، شكل فيما بعد ما عُرِف بـ”الجيل الذهبي” لكرة القدم المغربية. في هذا الحوار، يعود عميد المنتخب إلى البدايات التي سبقت تأهل أسود الأطلس إلى مونديال المكسيك 1986، وإلى قصة الفوز الكبير على المنتخب البرتغالي، بعد تعادلين ثمينين أمام بولونيا وإنجلترا، ثم التأهل إلى الدور الثاني كأول منتخب إفريقي-عربي.
نبدأ أولا من الإقصائيات، كيف كانت الاستعدادات، وهل كنتم تتوقعون التأهل إلى كأس العالم في المكسيك عام 1986؟
يجب أولا أن أشير إلى أن المنتخب المغربي لكرة القدم خضع لعملية بناء منذ الهزيمة الكبيرة أمام نظيره الجزائري في دجنبر من عام 1979. وكانت الدولة، على أعلى مستوى، قد قررت وضع كل الإمكانيات رهن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قصد تكوين منتخب قوي وقادر على تمثيل المغرب في أكبر المحافل العالمية. وقد بدأت أول بوادر منتخب متكامل في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء في عام 1983، وفزنا فيها بالميدالية الذهبية بعدما قدمنا عروضا قوية جدا.
لكن في تلك الألعاب، كان المدرب البرازيلي جايمي فالانتي هو من يشرف على أسود الأطلس، ثم اختفى فجأة. لماذا رحل؟
فوجئنا، نحن أيضا، برحيله في الوقت الذي نجح في ظرف وجيز من وضع بصمته، وتكوين منتخب من الشباب الموهوب. على كل، تمكن المسؤولون المغاربة من تجاوز ذلك الفراغ بسرعة، وأسندوا مهمة تدريب أسود الأطلس إلى برازيلي آخر هو جوزي فاريا، الذي كان قد تعاقد مع فريق الجيش الملكي، واستطاع فرض اسمه مع العسكريين في بداية موسم 1983-1984، وقادهم بالفعل، كما يعرف الجميع ذلك، إلى كتابة صفحات مشرقة من تاريخ الفريق، قبل أن يقود المنتخب المغربي إلى تدوين صفحاته الخاصة في السجل العالمي، بدءا من التأهل إلى الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس عام 1984.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 56 من مجلتكم «زمان»