عاشت السينما المغربية أطوارا عديدة من التحول والتطور، فقد عرفت هذا الفن السابع منذ أزيد من قرن من الزمن. ويقسم المتخصصون السينما المغربية إلى تلك التي صورت في مرحل الاستعمار، وتلك التي صورت بعد مرحلة الاستقلال. لكن ما يزال الاختلاف حول أول فيلم روائي طويل بالمغرب.
يرجع الفضل كثيرا للرائد محمد عصفور، لا سيما من خلال فيلمه “الإبن العاق” الذي عرض في سنة 1957. عصفور اشتهر في بداياته في الأربعينات بتجاربه الأولى بمحاكاة السينما الرائجة آنذاك من أفلام الحركة والكومديا الصامتة.
لكن ما يزال النقاش بين النقاد والمؤرخين قائما حول اعتبار فيلمه الأول في زمن الاستقلال فيلما روائيا. إذ يقول البعض أن “الإبن العاق” هو أول فيلم مغربي يوضع على رأس اللائحة. لكن آخرين يقولون أن فيلم “الحياة كفاح” في سنة 1968 لمخرجيه أحمد المسناوي ومحمد التازي، هو أول فيلم روائي طويل.
سبب الاختلاف، بحسب الناقد مصطفى المسناوي، أن فيلم ” الإبن العاق”، مدته الزمنية لا تتعدى الساعة والربع. بالإضافة إلى أنه صور على فيلم خام من فئة 16 ملم، مما يجعله أقرب إلى أفلام الهواة منه إلى أفلام المحترفين. ثم أن هذا الفيلم رغم صدوره في الخمسينات إلا أنه كان فيلما صامتا، حيث كان عصفور في كل عرض للفيلم يصاحبه بتعليق حي وبحوارات وموسيقى ومؤثرات صوتية عن طريق الميكروفون في عين المكان. وفي سنة 1970، استطاع محمد عصفور أن يصور فيلمه التالي بأكثر احترافية، حسب النقاد، وهو فيلم “الكنز المرصود”.
من جهة أخرى، يذكر أن أول فيلم قصير بالمغرب، تتوفر فيه معايير الفليم الاحترافي، هو فيلم “صديقتنا المدرسة” في سنة 1956. وهو فيلم تربوي بالأبيض والأسود مدته 11 دقيقة، للمخرج العربي بناني.