كان أحمد البسيري ضمن الرعيل الأول من المغاربة الذين التحقوا بأكاديمية إسبانية عسكرية عريقة لدراسة فنون الحرب. وإلى جانب وظيفته العسكرية، انشغل بالتأليف حول الجيش المغربي عبر التاريخ. في هذا الحوار، يقدم أحمد البسيري، الذي اختير عضوا في اللجنة المغربية للتاريخ العسكري عام 1996، شهادات عن ظروف التحاقه بالأكاديمية الشهيرة في طوليدو أو طليطلة، كما يحرص أن يشير إليها، وإلى مشاركته الميدانية في إخماد انتفاضة الريف، فضلا عن مشاركته في حرب الرمال، وانتقاله إلى الصحراء بعد المسيرة الخضراء، وأيضا عن علاقته بالكتابة.
لماذا اخترت مدرسة عسكرية إسبانية لدراسة فنون الحرب؟
أولا، يجدر بي أن أذكر أني من مواليد مدينة أصيلة في عام 1937، وبها نشأت ودرست الابتدائي في مؤسسة تدعى “المدرسة القرآنية”، كانت تدرس فيها كل المواد باللغة العربية. وبعد حصولي على الشهادة الابتدائية، انتقلت لمتابعة التعليم الثانوي إلى مدينة العرائش التي كانت، إلى جانب الناظور وتطوان، الوحيدة التي تتوفر على مؤسسات ثانوية في عهد الحماية الإسبانية. اخترت العرائش لأنها الأقرب إلى مسقط الرأس. هناك بدأت تعلم اللغة الإسبانية. قضيت هناك أربع سنوات، وحصلت على البكالوريا في عام 1956، أي في فجر استقلال المغرب.
لنعد إلى السؤال حول اختيار مدرسة عسكرية…
كان المغرب، حينها، قد حصل على استقلاله للتو، وانخرط في تكوين أطره الشابة، في كافة المجالات، لبناء الدولة الحديثة. شخصيا، اخترت الذهاب إلى مدينة طليلية لولوج الأكاديمية العسكرية للمشاة، بعد موافقة السلطات المغربية.
حاوره عمر جاري
تتمة الملف تجدونها في العدد 77 من مجلتكم «زمان»، مارس 2020