يحاط تاريخ البرغواطيين بالكثير من البياضات والثقوب السوداء. أولا، لأن من كتبه وضعهم في خندق الأعداء والمهرطقين الخارجين عن الملة والدين. ثانيا، ما تزال مساهمات علماء الآثار في كتابة تاريخ برغواطة شحيحة، على اعتبار أن البحث الأثري بالمغرب اهتم، منذ بداياته الأولى بالمواقع الأثرية القديمة لاستكشاف آثار إنسان ما قبل التاريخ، أو تتبع التوغل الروماني بها. يحاول الملف، الذي تقترحه عليكم مجلة “زمان”، اقتفاء أثر إمارة ما تزال تغري المؤرخين والباحثين. إمارة اختارت لها دينا لم يخرج، كليا، من معطف الإسلام، وإن كانت وضعت “قرآنها” وشرائعها، وحللت كما حرمت، وسادت لوقت قبل أن تندثر أمام تحالف وتعدد الخصوم.
هيئة التحرير