يعتبر أحمد المعنوني أحد المخرجين المغاربة القلائل الذين نجحوا في إيصال السينما المغربية إلى العالمية في وقت كانت الإمكانيات المادية والتقنية بسيطة جدا. فقد عرف فيلمه الوثائقي ”الحال” نجاحا واسعا داخل المغرب وخارجه، وكان، بحق، ”وثيقة سينمائية تاريخية “وظف فيه، بطريقة فنية، التراث الشعبي والثقافي. هنا، يعود المعنوني إلى فكرة ”الحال”، ويتحدث عن ظروف وإمكانيات إخراج هذا الفيلم ”التحفة “في تاريخ السينما المغربية.
يف جاءت فكرة إخراج فيلم عن مجموعة ناس الغيوان؟
ظهرت إحدى الأغاني الرمزية لناس الغيوان في افتتاح أول فيلم لي “لِيام ألِيام“، وقد أثرت، بعمق، في الجمهور والنقاد السينمائيين. لاحقا، طورت مشروع كوميديا موسيقية عن الظاهرة الفنية ناس الغيوان، لكن اصطدمت بمشكلة التمويل. كانت المنتجة إيزا جنيني على علم باهتمامي الشديد بالمجموعة، فطلبت مني تصوير حفل لفرقة ناس الغيوان، لكن عرضت عليها مشروع فيلم أكثر طموحا، فقبلته بحماس. لقد صغت مشروع فيلم وثائقي مبني، بالكامل، على الإلهام الموسيقي لناس الغيوان؛ حياتهم اليومية المختلفة تماما عن المسرح، حيهم، الحي المحمدي، بوتقة حقيقية تنصهر فيها الثقافة المغربية، جذورهم العميقة في المجتمع المغربي، وظاهرة الهوية الفريدة التي مثلتها للشباب المغربي والعربي في السبعينات والثمانينات.
كيف دبرتم الإمكانيات المالية في ذلك الوقت؟
كان إيجاد تمويل مشروع فيلم “الحال“ صعبا بشكل خاص على المنتجة إيزا جنيني، التي لم تتلق الكثير من الدعم على هذا المستوى. أستطيع أن أقول إن “الحال“ ما كان ليرى النور لو لم أقم بالتصوير وحمل الكاميرا بنفسي. كان من الضروري للغاية العمل في فريق خفيف للغاية، تم تصغيره إلى أبسط أشكاله بسبب صعوبات الإنتاج. ثم انطلق التصوير مع فترات توقف. فقد تم تصوير ثلاث حفلات موسيقية رئيسية في قرطاج التونسية وباريس وأكادير، تلتها عمليات تصوير في الدار البيضاء في الحي المحمدي والمدينة القديمة وحي الحبوس، وفي الصويرة وأولاد تايمة، وأخيرا في استوديوهات التسجيل في باريس.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 90 من مجلتكم «زمان»