كان أحمد رضا اكَديرة، طيلة عقود، صديقا مقربا للحسن الثاني، كما كان في نفس الوقت أحد المستشارين الملكيين الأكثر تأثيرا.
في السنوات الأولى لبداية الحماية بالمغرب، كان التهامي اكَديرة وفاطمة بنت بنعلي الحاحية، (نسبة إلى حاحا، وهي قبلية أمازيغية تقطن في الجنوب الغربي)، يعيشان حياة هادئة داخل بيت يوجد بزقاق لا مخرج له. يوجد ذلك الزقاق المسمى الزاكي في المدينة العتيقة بالرباط، التي اختارها هوبير ليوطي، أول مقيم عام فرنسي، عاصمة للمغرب.
ابن التاجر
كان الزوجان قد رزقا بثلاثة أبناء، بينهما بنتان. في منتصف عام 1919، حملت فاطمة بنت بنعلي للمرة الرابعة، وكان الأمل يحذوها وزوجها أن يرزقا بولد ذكر ثانٍ. لم يخب ظنهما، وازدان فراش الزوجية، في بداية العام الموالي، بوليد ذي بشرة فاتحة وخطوط دقيقة. وحتى يشكرا لله والرسول على هذه الهدية السماوية، اختارا له اسم أحمد وهو الاسم الثاني للرسول محمد.
كان الأب، وهو من أصول أندلسية، يعمل جاهدا حتى يلبي حاجيات أبنائه. كان تاجرا ماهرا. لم يكن معوزا، لكنه لم يكن من الأغنياء. إذ كان يضطر أحيانا إلى طلب مساعدات مالية من أخيه الحاج العربي اكَديرة حتى يتمكن من تلبية حاجيات البيت، وأيضا لتوفير شراء اللوازم الدراسية لأبنائه. بعدما قضى سنوات داخل كتاب قرآني في الحي، قرر والده أن يلحقه بمدرسة العالم أو القاضي محمد بناني، والد غيثة بناني، الزوجة المستقبلية للمهدي بنبركة، الذي رأى النور، أيضا، في عام 1920، داخل بيت يوجد بزقاق مجاور للذي كانت تقطنه عائلة اكَديرة.
المعطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»