ما هي الملابسات التي سرعت بإقالة إدريس البصري الذي حول «الداخلية» إلى أم الوزارات كما كانت تصفها المعارضة آنذاك؟ «زمان» تنقل روايات حكاها خصوم الرجل القوي ومقربون منه عن الرمق الأخير للبصري في السلطة.
مشهد مدهش ذلك الذي وقف عليه الأمير مولاي هشام، في إحدى قاعات القصر الملكي بالرباط، ليلة تنصيب الملك محمد السادس على العرش. استنادا لشاهد عيان، وجد الأمير نفسه في قاعة مغلقة يحتجز فيها ضباط كبار في الجيش إدريس البصري، وزير الداخلية القوي على عهد الحسن الثاني. «كان البصري في حالة سيئة جدا. حاول الأمير التدخل لفهم ما يقع، ثم طلب من الحاضرين أن يتصرفوا كرجال دولة ويحلوا مشاكلهم لاحقا. فبالنسبة إليه كانت اللحظة دقيقة ولا تحتمل أي اضطراب. ربما أن تدخله هذا كان سببا في بعض المشاكل التي حصلت له في ما بعد. المهم أن الحاضرين استجابوا له فعلا، وسمح للبصري بالخروج من القاعة للمشاركة في التوقيع على وثيقة البيعة».
مصدر آخر علم بالحادثة عن طريق أحد الشهود عليها، يضيف أن «البصري ألبس جلبابا لأحد مخازنية القصر فوق بذلته العصرية، التي كان يرتديها منذ دخوله القصر قادما من مستشفى ابن سينا حيث توفي الحسن الثاني» .بالنسبة لهذا المتحدث، «البصري انتهى بنهاية الحسن الثاني»، فيما يعتقد أحد أصدقاء البصري، وبعض المقربين من محيط الملك الجديد، أن رحيل البصري لم يكن مقررا بالضرورة في السنة الأولى لحكم محمد السادس، «إنما ارتكب أخطاء سرعت برحيله».
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونه في العدد 2 من مجلتكم «زمان»