يطرح الجهاديون المغاربة في سوريا تحديات أمنية وحقوقية كبيرة بعد أكثر من 11 سنوات على فاجعة 16 ماي 2003 التي هزت مدينة الدارالبيضاء.
كشف مسؤول أمني مغربي أن عدد المغاربة الذين التحقوا بالجماعات المقاتلة في الحرب السورية يفوق 1000 شخص. رقم كبير مقارنة مع أعداد الجهاديين المغاربة في أفغانستان وغيرها من محطات النشاط الجهادي المغربي في العراق والشيشان والبوسنة. هشام بعلي، المسؤول بالإدارة العامة للأمن الوطني، أوضح خلال برنامج تلفزيوني خاص حول الموضوع، أن سنة 2013 شهدت ذروة التدفق الجهادي المغربي على سوريا بما يفوق 900 شخص. تحتل مدينة طنجة الرتبة الأولى في عدد الجهاديين المهاجرين نحو سوريا، تليها الدار البيضاء، ثم تطوان، فسلا، وهي المدن التي كانت تضم خلايا نشيطة للتنظيمات الإرهابية المغربية، حسب نفس المصدر.
خطورة الوضع تكمن في احتمالات ما بعد عودة هؤلاء الجهاديين إلى المغرب، نظرا لما تلقوه من تداريب على استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وتفخيخ السيارات، بل وقيادة الطائرات الحربية، حسب المتحدث باسم الأمن الوطني. كما يفسر ارتفاع عدد الجهاديين المغاربة في سوريا بتأسيس إبراهيم بنشقرون، الذي قتل مؤخرا هناك، لتنظيم خاص بالمغاربة انفتح في ما بعد ليضم جهاديين من جنسيات أخرى تحت اسم «حركة شام الإسلام»، أصبح ينشط بدوره في استقطاب الشباب من المغرب. كما «أسس كتيبة خاصة دورها الوحيد هو العودة إلى المغرب للقيام بأعمال إرهابية»، حسب ما أفاد هشام بعلي.
السلطات الأمنية اعتقلت حوالي 100 مغربي عادوا من القتال في سوريا، حصل 3 منهم على البراءة، وأدين 9 وفقا لقانون مكافحة الإرهاب، بينما لا يزال الآخرون في طور التحقيقات القضائية.
تلقي هذه المعطيات الخطيرة بثقلها في النقاش حول المقاربة الحقوقية لطي ملف المعتقلين الإسلاميين على خلفية الإرهاب، خاصة أن بعض جهاديي سوريا خرجوا من السجون المغربية ومن إحدى الشبكات السلفية المدافعة عن المعتقلين الإسلاميين.