حاول ابن رشد التوفيق بين الفلسفة الغربية والتراث العربي الإسلامي، فحاربه الفقهاء بدءا من ابن تيمية، كما حاربه السلفيون والعقلانيون المغاربة، على رأسهم العروي.
يتحدث ابن عربي في “الفتوحات المكية“ عن سفر روحي، يدونه في باب كيمياء السعادة. يرتقي الصوفي وصاحب النظر في المعرفة ليصلا إلى مدارج فهم الكون. ففي الوقت الذي يعتمد المتصوف على الذوق والحدس، يجاهد صاحب النظر في فهم كل شيء بالمنطق. لكن سرعان ما تتوقف مسيرة صاحب النظر عندما تنتفي الحجج المنطقية ويتابع الصوفي طريقه إلى حدود أصل الكون، بل يتعداه إلى ملاقاة الملأ الأعلى. في هذه الفقرة، يتضح أن المطلب واحد ألا وهو الوصول إلى ا لله، لكن هناك من يتبع طريق المنطق، وهناك من يتبع طريق الحب والجذب والذوق والحدس. يصل الصوفي ويتوقف صاحب النظر في منتصف الطريق.
يبدو أن منتصف الطريق هذا هو قدر ابن رشد وفقهه، بل ووضعه السياسي والاجتماعي. لقد حاول ما يسمى بالفكر العربي المعاصر ممثلا بشيوخه المنتسبين إلى الفكر الماركسي، النبش فيما خلفه أحد الفقهاء، المعني هنا ابن رشد، للعثور على ما أسموه إرثا عربيا إسلاميا عقلانيا .فكما كانوا يبحثون عن اشتراكية إسلامية، وعقل عربي، حاولوا تأويل فكر الفقيه ابن رشد ليجعلوا منه عقلانيا .بل أكدوا أن ابن رشد هو الذي نقل فلسفة أرسطو إلى العالم المسيحي الأوربي.
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»