يستوجب الحديث عن الحضور الألماني في مغرب القرن العشرين استحضار الوجود القوي للإخوة مانسمان أو مجموعة مانسمان، الذين جسدوا صورة الصراع الاستعماري على المغرب بين ألمانيا وفرنسا، على المستويين الاقتصادي والسياسي. ”زمان” تسرد خلفيات هذا التنافس وأثرها على الجانبين.
شكل مؤتمر الجزيرة الخضراء، في عام ،1906 إحدى الآليات الأساسية التي أججت التنافس الاستعماري على الغنائم المغربية بين الدول المشاركة فيه. في هذا المؤتمر، ظهرت مسألة المناجم المغربية في السياسية الأوربية، غير أن الجهود الألمانية للاستفادة من الكعكة المغربية كانت تسترعي الانتباه .نتحدث هنا عن ستة إخوة من أسرة مانسمان التي كانت تقيم في مدينة ريمشايد، وهم: راينهار ،(Reinhard 1922-1856) وماكس ( ،(Max 1915-1857وألفريد ،(Alfred 1944-1859) وكارل ،(Carl 1950-1861) وروبير ،(Robert 1913-1865) وأوطو .(Otto 1916-1874)
البحث عن المناجم
يذكر المؤرخ دانييل ريفي، المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر، بأن مسألة المناجم المغربية صارت قضية وطنية عند الألمان، بسبب مجموعة مانسمان. فبدأت رحلة البحث عن المناجم مع راينهار بمساعدة إخوته. لكن كيف سيذهب هؤلاء الإخوة الأجانب إلى أماكن يجهلونها؟ وكيف سيتعاملون مع غرباء هناك؟ كان كسب ثقة زعماء القبائل الطريقة الأنسب بالنسبة لهم؛ ربط مانسمان علاقات مع شخصيات مغربية تتمتع بنفوذ قوي، سخرت لهم امتيازات استثنائية. وقد بدأت الأبحاث في الريف الشرقي بعد أن رخص له محمد الطريس، وزير السلطان في طنجة حينئذ، بالتنقل على متن باخرة، كما وضع رهن إشارته طوال الرحلة، الترجمان الخاص بالباخرة، بغرض تسهيل العلاقات مع السكان أثناء البحث عن المناجم. وتشير الكتابات إلى أن راينهار استطاع أيضا أن يحصل على ترجمان آخر، يدعى “الحاج بوشعيب“، هذا الأخير كان له معارف كثر، «وقد حافظ هذان الترجمان على مساعدتهما الدؤوبة لنا إلى حد الساعة»، يذكر راينهار.
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»