أرسل الحسن الأول بعثات طلابية إلى أوربا وأمريكا لكسب العلم والمعرفة. غير أن تلك البعثات لم تجد البيئة المناسبة، وبالتالي لم تنجح في تصريف ما تعلمته.
تتعدد الأوصاف الواردة في ثنايا المصادر والمراجع المغربية والأجنبية التي تسعف في رسم صورة تقريبية عن شخصية السلطان الحسن الأول (1873-1894) وتجربته في الحكم. ومن نماذج هذه الأوصاف، نقرأ في “البستان الجامع” لمحمد بن إبراهيم السباعي: «جميل الصورة، حلو الشمائل، ذو دين وعقل ووقار وخير وعدل (…) شديد الهيبة، ذو رأي وفطنة وهمة عالية…». وتتواتر هذه الأوصاف في متون مشابهة على نحو ما ألفه عدد من إخباريي الحقبة. من منطلقات ومرامي مغايرة، تتراءى لنا ذات الصورة في ما دونه الأجانب المعاصرين لهذا السلطان. فقد كتب الممثل الألماني وِيبَر في يونيو 1875: «يظهر أن السلطان يريد السير في طريق الإصلاحات». وفي السياق نفسه، لا حظ القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية ماتيوس في دجنبر 1876 بأن «السلطان الحالي يغذي أفكار التقدم، ويميل نحو الإصلاح لفائدة شعبه وبلاده». وتتمظهر هذه الصورة من خلال ما دونه بعض المؤرخين المعاصرين مغاربة وأجانب، على منوال ما كتبه عبد لله العروي واصفا الحسن الأول بأنه «ملك متبصر، وأن له دراية فائقة بتنظيم أمور الدولة». وصنف المؤرخ شارل أندري جوليان السلطان الحسن الأول كآخر كبار سلاطين مغرب ما قبل الاستعمار بشخصيته الغنية والمركبة في مواجهة الأطماع الإمبريالية.
جمال حيمر
تتمة الملف تجدونها في العدد 37 من مجلتكم «زمان»