حكم الراشديون شفشاون لعقود طويلة، واستطاعوا طيلة فترة حكمهم الحفاظ على نوع من الإدارة الذاتية، وخضعت علاقتهم مع الحكم المركزي لشد وجذب، فتمردوا أحيانا وتحالفوا أحيانا أخرى. «زمان» تفتح تاريخ الإمارة الراشدية.
حينما نتحدث عن تاريخ شفشاون وأحوازها لا يمكن أن نتجاهل أسرة بني راشد، وهي الأسرة التي كانت بيدها مقاليد الأمور لنحو تسعين سنة، وحكمت شفشاون ما بين 1471 و1561. تنتمي هذه الأسرة إلى الشرفاء العلميين من ذرية الشيخ الأكبر عبد السلام بن مشيش، الذي يعتبر هو الآخر من ذرية المولى إدريس الأصغر. ومن المعروف أن كثيرا من الأسر الإدريسية قد استقرت في شمال المغرب منذ وقت مبكر، وتوالت هجرة الأسر الإدريسية نحو شمال المغرب الذي أصبح مستقرا لعدد كبير منهم. ينتسب بنو راشد، بحسب الروايات التاريخية، إلى الشيخ عبد السلام بن مشيش بواسطة ولده سيدي علال، حيث تشير الوثائق إلى أن أفرادا من ذرية سيدي علال قد استقروا بقرية غاروزيم بضواحي شفشاون، منتقلين إليها من جبل العلم، واتخذوا من هذه المنطقة مقرا لهم فتناسلوا وتكاثروا.
ظهرت الإمارة الراشدية في سياق اتسم بضعف الحكم المركزي في البلاد، وذلك منذ أواخر العصر المريني وعلى امتداد العصر الوطاسي، وكان من بين نتائج هذا الضعف موجة الاضطرابات والفوضى التي عرفتها البلاد. كما أن سقوط الحصون والمدن الأندلسية في يد الإسبان والبرتغاليين خلف وقعا سيئا في الذات المغربية، حيث كان يرى المغاربة أن السلطة المركزية لم تكن في مستوى الأحداث، فانكشف عجز الحكم وعدم قدرته على الجهاد، فكان منطقيا أن تظهر، إذن، بعض الزعامات المحلية وأن تجنح بعض الإمارات إلى الاستقلال.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 80 من مجلتكم «زمان»