كثيرا ما ارتبطت صورة أحمد الريسوني، الذي برز اسمه بقوة في شمال المغرب مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بالتعاون مع إسبانيا وتسهيل مهمتها في إخضاع المنطقة الشمالية. لكن هذا الأمر لم يكن صحيحا دائما، وهو ما جعل سلوكه المتقلب مثارا لاختلاف الكتاب والمؤرخين. ففي بداية الاحتلال لم يقم الريسوني بأي رد فعل تجاه استيلاء القوات الإسبانية على مدن العرائش والقصر الكبير وأصيلة مقر حكومته، بل ساعدها على ذلك. ثم بعد سنتين، أي في منتصف 1913، التحق بالمقاومة الجبلية وصار زعيما لها، متخليا عن السهول التي مهدها لصالح الاحتلال. لم يعد الريسوني إلى التعاون إسبانيا إلا في ماي 1916، بعد توقيع اتفاقية هدنة بين الطرفين. وساعدها على الدخول إلى الفنيدق، بل شارك رجاله في بعض المعارك لإخضاع القبائل. لكن سرعان ما تأزمت علاقته بمدريد مجددا لدرجة أنها أصبحت ترى أن يشل عمليا تقدمها وأنه لم يعد صديقا مطلقا، هي الوضعية التي استمرت إلى حدود سنة 1922. بعدها، لم يقم الريسوني بأي سلوك حربي تجاه الإسبان.
أي نتيجة
View All Result