يكاد الطفل يغيب في مصادر التراث الإسلامي، لكنه حضر، بشكل ملفت، في طقوس السحر والشعوذة. “زمان” تستعرض، هنا، تعامل الإسلام مع الطفل، وقصة استغلال “الزوهريين” في استخراج الكنوز.
لم تحظ قضية الطفل في الأدبيات الإسلامية من نصوص وتفاسير وكتب رواية بكثير من الاهتمام، بحكم اعتبار الطفل شخصا غير منتج، لا تتعلق به التكاليف لعدم قدرته أو أهليته، سوى بعض الأحكام التي عالجت حقوقه أو كيفية تربيته وتوجيهه.
لكننا نجد الطفل حاضرا بقوة في كثير من الممارسات السحرية التي كان يمارسها عدد من “الفقهاء” بدعوى استخراج الكنوز، حيث يتم تقديم أولئك الصغار قرابين للجن الحارسين لتلك الأموال المدفونة حسب الاعتقاد السائد. فكيف كان تعامل الإسلام عند مجيئه مع الطفل؟ وكيف تناولت الأدبيات الإسلامية قضاياه وطرق التعامل معه؟ وكيف يتم توظيف الطفل لخدمة أغراض السحر والشعوذة؟ وما هي الاعتقادات السائدة حول ذلك في السياق المغربي؟ وما هي قصة الأطفال الزهريين الذين يلتجئ إليهم بجنوب المغرب لاستخراج الكنوز المدفونة؟
لم يكن تعامل الإسلام مع الطفل معزولا عن سياقاته المكانية والزمانية، باعتباره معفيا من أي مسؤولية تجاه القبيلة والجماعة، وعدم ترتب أي متعلق بذمته إلا بعد استوائه رجلا بمحددات ذلك العصر وأعرافه.
فقد كرس الإسلام ما جرى به العمل من إعفاء الطفل من كل الواجبات المالية، ومن مهمات القتال وحماية الجماعة، كما ورد في عدد من المرويات الحديثية عن منع الطفل من القتال قبل الخامسة عشرة، وإجازته بعدها، كما وقع مع عبد الله بن عمر حين رد يوم أحد وعمره أربعة عشر يوما، وأجيز سنة بعدها بمعركة الخندق.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 85 من مجلتكم «زمان»