يزخر المطبخ المغربي بالعديد من الأطباق التي تثير شهية المغاربة والأجانب على حد سواء، من بينها “الطنجية” المراكشية التي تعد الأكلة المفضلة لدى المراكشيين، وهي أكلة شعبية مقرونة أيضا ب”النزاهة”، حيث تفضل بعض الأسر، وكذلك الحرفيون (الصناع التقليديون) الذين يخرجون في نزهة إلى إحدى الفضاءات الخضراء، سواء بحدائق المنارة أو أكدال أو واحة النخيل، تناول هاته الوجبة بين أحضان الطبيعة.
تعكس “الطنجية” أهمية في المحافظة على التراث الثقافي اللامادي المغربي في مجال الطبخ، خصوصا وأن هاته الأكلة الشعبية تحظى بإعجاب كبار الطباخين العالميين، بسبب مذاقها وخصوصية تحضيرها، التي تتطلب معرفة ودراية كبيرة بمكوناتها.
في هذا الصدد، أكدت الباحثة في مجال التراث المحلي لمراكش، لطيفة الطبايلي، أن “الطنجية” المراكشية تصنف ضمن التراث الثقافي اللامادي المغربي، إلى جانب مجموعة من الأكلات الأخرى، مشيرة إلى أن ما يميز هاته الأكلة، المتفردة والنابعة من المدينة الحمراء، طقوس إعدادها وطهيها، حيث توضع في درجة حرارة مرتفعة وسط الرماد عند “الفرناتشي” وهو المكان الخاص بتدفئة مياه الحمامات التقليدية، مما يتطلب ضبط تقنيات طهيها حسب الكمية الموضوعة من مكونها الرئيسي، الذي يكون غالبا من لحم البقر والغنم.
كما أضافت الباحثة في حديثها مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الطنجية” كانت وما تزال من اختصاص الرجال، إذ يكلف من له دراية في تحضير هذه الأكلة ويعرف خباياها جيدا، بإعدادها حسب الطريقة التقليدية داخل قدر من الفخار يطلق عليه “القلوشة”، والذي يساعد في الحفاظ على حرارة هذه الأكلة لمدة طويلة.
أي نتيجة
View All Result