قيل إنهم مارسوا طقوسا إباحية اشتركوا فيها زوجاتهم، وجعلوا شيخهم أفضل من النبي محمد، وأنهم وضعوا كتابا مقدسا أشبه بالقرآن ”زمان .”تقتفي أثر العكاكزة بناء على رواية خصومهم.
رغم كل ما كتب عن تاريخ الزوايا بالمغرب، وخاصة ما لعبته من أدوار اجتماعية وسياسية في مختلف الحقب التي عرفها تاريخ الإسلام بالمغرب، فإننا لا نجد في أغلب هذه الكتابات عناية بالتصورات الفكرية والاعتقادات التي تنتحلها هذه الطوائف، خصوصا منها تلك التي تبنت أفكارا مخالفة لما عليه الجماعة، أو كانت طقوسها وممارساتها مختلفة عما كان معروفا ومنتشرا في وقتها. ومن أبرز الطوائف التي لم تحظ أفكارها بالعناية والدراسة اللازمة، اليوسفيون أو العكاكزة، رغم استمرار وجودها لأكثر من أربعة قرون، وامتدادها على مساحات جغرافية واسعة، ودخولها في معارك وحروب طاحنة مع الأنظمة القائمة، واستقطابها لأعداد كبيرة من المريدين، حتى قدر المستكشف أوكَيست موليراس عدد أتباع الزاوية مطلع القرن العشرين بما يناهز خمسين ألف مريد. فما هي بدايات هذه الطائفة وظروف تأسيسها؟ وأين كانت مناطق امتدادها؟ و ما هي الطقوس التي اشتهرت عنها وعرفت بها؟ وما مدى صحة ما نسب إليها؟ وكيف كانت نهايتها؟
هل ينتسب العكاكزة لبن تومرت؟
رغم البعد الزمني بين فترة حكم الموحدين للمغرب (القرن 12م) ووقت ظهور طائفة لعكاكزة (القرن 16م)، والاختلاف الظاهر في الرؤى والتصورات، إلا أن ذلك كله لا يمنع من انتساب العكاكزة للمهدي بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية، فقد أورد الونشريسي المتوفى 1508 في كتابه المعيار جوابا لمفتي تازة عن سؤال يتعلق بطائفة “جزناية“ ويقصد بذلك طائفة لعكاكزة، وذكر «أنهم أتباع المهدي»، كما جاء في نوازل المجاصي (المتوفى سنة 1691م) «أصحاب ابن تومرت المذكور هم المسمون بالعكازين»، وكان الحسن اليوسي (المتوفى سنة 1699) يسميهم في كتبه بـ“الطائفة التومرتية“.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 93 من مجلتكم «زمان»