بعد أزيد من 37 سنة من إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، أعلنت الرباط وهافانا بشكل مفاجئ إعادة الجسور. “زمان” تعيد تقليب صفحات الصدامات الأولى بين الرباط وهافانا.
رغم تباعد المسافات بين البلدين، إلا أن السياقات الدولية وتسارع الأحداث جعلتهما في قلب صدامات متكررة انتهت بإعلان القطيعة، فأصبحت كوبا في الخطاب الرسمي المغربي بمثابة خصم، فيما اعتبر النظام المغربي في العقيدة الكاسترية كبلد مستعمر للصحراء في خدمة الأجندة الامبريالية. يأتي التطبيع في العلاقات بين البلدين، الآن، دون وجود أي مستجدات على أرض الواقع. ذلك أن كوبا راوول كاسترو لم تغير بعد موقفها الثابت من النزاع في الصحراء إلى اللحظة وما تزال تعترف بجبهة البوليساريو، بل وحرصت عبر الصحافة المقربة من النظام التأكيد على عدم تغير هذا الموقف، بما يفيد أن الرباط قد قبلت باستئناف العلاقات من دون شروط مسبقة، في إطار استراتيجية بدأتها الدبلوماسية المغربية، منذ سنة 2014، تقوم على الانفتاح على عدد من دول أمريكا اللاتينية، وربما تكون وفاة زعيم الثورة الكوبية فيديل كاسترو وتغير بعض السياقات السياسية الكوبية قد شجعت المغرب على المضي قدما في هذا الاتجاه.
البدايات الواعدة
إن كان التشنج السمة البارزة التي بصمت العلاقات المغربية الكوبية لفترات طويلة من الزمن ابتداء من سنة 1963، فإن العلاقات بين البلدين كانت عادية على العموم خلال السنوات الأربعة التي أعقبت الثورة على نظام باتيستا، فالمغرب المتخلص حديثا من الحماية الفرنسية سعى إلى إبقاء علاقات حسنة مع المعسكر المناهض للغرب على الرغم من اصطفافه المبدئي في الجهة الأخرى، وإن كانت هذه المحفزات اقتصادية بالأساس منطلقة من فكرة تنويع الشركاء التجاريين والتخفيف بالتالي من التبعية المطلقة للغرب.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»